لكبيرة التونسي (أبوظبي)
من أجل ترسيخ الوعي البيئي في المجتمع واستثمار المواد والحفاظ على الموارد واستدامتها، تطلق مجموعة «تدوير» المتخصصة في مجال الإدارة المستدامة للنفايات، سلسلة من المبادرات المجتمعية والفعاليات وورش العمل والأنشطة في مختلف المعارض والمهرجانات والحدائق والمدارس والجامعات والمراكز التجارية، للتوعية بأهمية إعادة التدوير، وتحويل النفايات إلى موارد للحفاظ على بيئة نظيفة وصحية. 

مستقبل مستدام
تهدف هذه الفعاليات إلى تسليط الضوء على الدور المهم الذي يجب القيام به للوصول إلى مستقبل مستدام، مع مشاهدة القطع الفنية المميزة التي تعكس جمالية إعادة استخدام النفايات، وتستهدف مختلف فئات المجتمع ومختلف الأعمار، حيث يمكنهم الاستمتاع بالعديد من الألعاب التفاعلية والأنشطة التي تعكس مفهوم إعادة التدوير، وأهمية الفرز الصحيح للنفايات من مصدرها وتقليلها وإعادة استخدامها، وتدويرها بشكل فعّال والاستفادة من الورش التعليمية والمسابقات الفنية. 

مبادرات
وذكرت فاطمة الهرمودي، رئيس قسم المشاركة المجتمعية في مجموعة «تدوير»، على هامش مشاركتها في فعاليات «القمة العالمية لطاقة المستقبل 2024» التي نظمتها «مصدر» مؤخراً، أن المجموعة حققت العديد من الإنجازات على صعيد عملها لتحقيق مبادئ الاستدامة في إدارة النفايات، إضافة إلى توسيع نطاقها عالمياً. 
وأضافت: «نتوفر على مجموعة كبيرة من المبادرات المجتمعية، التي تستهدف النساء والأطفال وطلاب المدارس والجامعات، وأيضاً كبار السن والعمالة والقطاعين الحكومي والخاص، ومن ضمن هذه المبادرات حملات النظافة، وإعادة التدوير من أجل الاستخدام، والمسابقات الفنية والتشجيع على التطوع، وغيرها الكثير، كما نقوم بالتوعية في المجتمع عبر الورش التعليمية مع التركيز بشكل كبير على كل فئة بما يتناسب مع احتياجاتها، لتمكينها وتدريبها وتوعيتها بما ينعكس على المجتمع بشكل إيجابي».

«النفايات إلى فنون»
وأوضحت أنه من المبادرات الجميلة التي استقطبت طلبة المدارس والجامعات مسابقة «النفايات إلى فنون»، لتحفيز الطلاب وتشجيعهم على استخدام المواد المعاد تدويرها، كالكرتون والورق والخشب والبلاستيك والمعادن، ومن الأفكار الإبداعية المهمة آلة لإعادة تدوير القارورات والعلب المختلفة، حيث يحصل مستخدموها على مكافآت عبر تطبيق «مكافآت تدوير».

تقليص وفرز
ونظراً لحاجة المجتمع لمثل هذه المبادرات المجتمعية، تقوم مجموعة «تدوير» بابتكار مبادرات جديدة سنوياً بمختلف المهرجانات والفعاليات. وقالت الهرمودي: «من أجل الوصول إلى أكبر شريحة من الناس ومختلف فئات المجتمع ننظم الحملات الاجتماعية في الحدائق، كما ننظم حملات في المراكز التجارية، لتعليم الأسر والأطفال وتمكينهم بطرق تفاعلية وتعليمهم كيفية تقليص النفايات وفرزها وإعادة استخدامها عبر التدوير». 

اقتصاد دائري
إدراكاً منها بأن النفايات عنصر أساسي في الاقتصاد الدائري، أشارت الهرمودي إلى أن المجموعة تسعى إلى تعزيز التزامها بالحفاظ على بيئة أكثر استدامة، من خلال تطبيق أفضل الممارسات في إدارة النفايات، والتي تمثل مورداً قيّماً يمكن استغلاله والاستفادة منه للمساهمة في تعزيز الاقتصاد الدائري، موضحة أن المجموعة تشجع على استخدام المواد القابلة لإعادة التدوير، لا الاستغناء عنها، بحيث تصبح موارد جديدة، يمكن الاستفادة منها في صناعة الأثاث وإبداع أعمال فنية لها قيمة. وقالت: نحث على إعادة استخدام الأثاث المتهالك، والذي يتم طحنه عبر تقنيات معينة لصناعة ديكورات وأدوات جديدة منه، أما عن الاقتصاد الدائري، فإننا اليوم قد مكنّا عدداً من التجار الذين أسسوا مشاريع صغيرة من المواد المعاد تدويرها، وباتوا يبيعون منتجاتهم في الأسواق، مؤكدة أن الاقتصاد الدائري، يعتبر جزءاً مهماً من استراتيجية مجموعة «تدوير» للحد من الهدر وتحفيز الابتكار وإيجاد فرص عمل جديدة.

تعزيز الوعي
أشارت فاطمة الهرمودي إلى أن «تدوير» قامت بإنشاء مجموعة أدوات تعليمية للمدارس عبر موقع تعليمي تفاعلي لتعزيز الوعي بين الأطفال، ليصبحوا في المستقبل مدركين لوسائل وطرق الحفاظ على البيئة. وقد استغرق العمل على هذا الموقع عاماً كاملاً لنصل للمستوى العالمي، ويستهدف الأطفال من الروضة إلى الصف الـ12، ونشرح من خلاله للطلبة كيف يتعاملون من النفايات، وكيف يديرونها بطريقة متكاملة، سواء في مجال إعادة استخدامها أو تقليلها، وإعادة تدويرها، حفاظاً على البيئة والاستدامة.

مواهب المتطوعين
من المبادرات المجتمعية المفيدة والمؤثرة، تلك التي ترسخ للوعي البيئي بمشاركة متطوعين.. وعن هذا تقول فاطمة الهرمودي: «نستثمر مواهب المتطوعين في ابتكار أعمال إبداعية حول نظافة البيئة والحفاظ عليها في البر أو البحر أو الصحراء، لتصل رسالتنا عبر مختلف الوسائل، عن طريق الرسم والأعمال الفنية.