لكبيرة التونسي (الاتحاد)
بكل همة وشغف، موهوبات وملهمات يبتكرن باقات جميلة تسر النظر، ضمن ورشة «تنسيق الزهور» بمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم- مركز الباهية، حيث يتفاعلن ويبرعن في تكوين مزهريات تزين مداخل وردهات أفخم الفنادق، كما يشاركن بإبداعاتهن في مختلف المهرجانات والمعارض والمبادرات، ليؤكدن أن صناعة الجمال تتطلب حسّاً مرهفاً وشفافية روحية.
تعزيزاً لدور مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم لمفهوم المشاركة المجتمعية والدمج لأصحاب الهمم، واستثمار طاقاتهم في خدمة المجتمع، تقوم موظفات من أصحاب الهمم من منتسبي المؤسسة ـ مركز أبوظبي، بالعمل بكل حب في تنسيق الزهور، ضمن ورشة توفر جميع الأدوات ضمن بيئة داعمة مفعمة بالإيجابية.
أهداف نبيلة
قالت سعاد الحوسني، مدربة تأهيل أصحاب الهمم بمؤسسة زايد العليا: أدير ورشة الزهور تحت اسم «بلومينج النحلة» للزهور والهدايا، وتعمل بها 9 موظفات، تندرج ضمن رسالة المؤسسة النبيلة التي تواصل مسيرتها نحو تحقيق أهدافها المنبثقة من مدرسة المبادئ الإنسانية والاجتماعية والتنموية الراسخة، التي أرسى قواعدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».
صقل المواهب
وذكرت الحوسني أن هذه المبادرة تسهم في تطوير ودعم مهارات وقدرات منتسبي المؤسسة، وتعكس حجم الجهود التي تبذلها من أجل إطلاق مشروعات تتميز بهذا المستوى الراقي من المنتجات، كما أن المشاركة في مختلف الأنشطة والفعاليات والمعارض والمهرجانات تُكسبهن الخبرة وتصقل مواهبهن، وتمنحهن الفرصة للاحتكاك بأفراد المجتمع وتكوين علاقات جديدة، بهدف تبادل الخبرات والمعرفة وتخطي إعاقاتهن والتغلب عليها، وتحويلها إلى مساحة إبداع وتميز.
حس مرهف
بحس مرهف ورؤية خاصة في تنسيق الزهور، شاركت الموظفات المتدربات على تنسيق الورود بجهات حكومية وخاصة، ضمن بيئة عمل صحية مفعمة بالجمال، حيث أكدت الحوسني: «تتوفر الموظفات على خبرة كبيرة في تنسيق الزهور، كما يضفين أحاسيسهن المرهفة على الباقات التي ينجزنها، ومنذ البداية تم تدريبهن على يد اختصاصي تنسيق زهور ونباتات داخلية وورود طبيعية وورود زينة، واليوم أصبحن ملمات ومتمكنات في مجال تنسيق الزهور، بل ويتميزن بذوق رفيع ويشعرن بإيجابية وسعادة ويعملن بكل حب وشغف.
مساحة للإبداع
وعن طريقة العمل وتلقي الطلبات، أكدت الحوسني، قائلة «نزين مداخل الفنادق بالورود الطبيعية ونعمل بالشراكة مع جهات حكومية وخاصة، كما نوفر باقات من الزهور الطبيعية، وأيضاً الصناعية التي تعطي مساحة للإبداع، ونحن نتعامل مع عدة موردين سواء من أبوظبي أو دبي، ولتلبية احتياجاتنا من النباتات والورود نقوم بزراعة ما يتناسب مع مناخ الإمارات، مثل الصباريات والجوري وغيرها، موضحة أن الموظفات يخضعن لدورات داخلية وخارجية طوال السنة، مما يزيد من ثقتهن بأنفسهن وشعورهن بالفخر كونهن منتجات وفاعلات في المجتمع.
«جوري» و«أوركيد»
وبكلمات واثقة، قالت الموظفة مريم محمد آل علي «أعشق عملي في تنسيق الزهور، فقد شاركت في تزيين مداخل عدد من الفنادق وأشعر بالفخر عندما تشكل هذه الباقات لوحات فنية يلتقط الزوار صوراً للذكرى بجوارها، ومن أنواع الزهور التي أحبها «ليلي»، «ببي روز»، «جوري»، و«أوركيد» وغيرها».
ورد طبيعي
أكدت منى الزعابي (موظفة) بالمشروع، قائلة: «أحب العمل على الورد الطبيعي أكثر، حيث أشعر أنه يتجاوب معي، فهو حي ويحمل الكثير من المشاعر، كما أعشق تنسيق الزهور بشكل عام، ونشارك بأعمالنا في تزيين معارض ومولات وفنادق، ونشعر بالفخر عندما يتفاعل الزوار بحب مع إبداعاتنا، مما يمنحنا الدافع للعمل أكثر، والعمل على تطوير مهاراتنا في تنسيق الزهور بأسلوب مبتكر.
احتياجات السوق
أشارت سعاد الحوسني إلى أن مشروع «بلومينج بي» هو إحدى مبادرات مؤسسة زايد العليا التابعة لإدارة التأهيل الزراعي والمهني، وقد جرى تطويرها عام 2019 لتصبح مشروعاً ضمن مشاريع المؤسسة، وتم إصدار الترخيص التجاري لها باسم «النحلة»، وتعمل في هذا المشروع موظفات من أصحاب الهمم تم إعدادهن وتدريبهن للعمل بالمشروع لتلبية احتياجات السوق في هذا المجال، لتوفير باقات وهدايا متنوعة تلبي جميع الأذواق بالحفلات والمناسبات والفنادق، موضحة أن الطاقة الإيجابية للورود تحمل الكثير من الرمزية، وتعبّر عن المشاعر الجميلة.