تامر عبد الحميد (أبوظبي)
شدد صنّاع سينما على أهمية دخول الذكاء الاصطناعي في صناعة الفيلم الإماراتي، مع التوجه العالمي نحو استخدامه في مجالات عدة، وأهمها صناعة السينما، واستخدام هذه الثورة التقنية للإسهام في انتشار الفيلم المحلي وزيادة حركة المبيعات والتوزيع، من خلال إصداره بلغات مختلفة مثل الصينية والفرنسية والكورية، الأمر الذي يسهم في نقل الإنتاجات السينمائية المحلية إلى الجمهور العالمي.

كسر الحواجز
خاضت المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة هذه التجربة، بفيلمها الروائي الأول «ثلاثة»، الذي يُعتبر نموذجاً استثنائياً محلياً وعربياً، في كسر الحواجز الثقافية واللغوية عبر ترجمته إلى الصينية بلغة «الماندرين»، وإصداره في صالات السينما المحلية والعالمية، مع الحفاظ على أصوات الممثلين الأصلية، لتعزيز جودة الفيلم.
الخاجة التي قدمت في «ثلاثة» طريقة مبتكرة في دبلجة الأفلام وسرد القصص، تحدثت عن تجربتها مع الذكاء الاصطناعي في الترويج الأوسع لفيلمها خارج نطاق المحلية، وقالت: يُعد هذا الإصدار المتفرد في صناعة السينما المحلية، ليس حدثاً ترفيهياً فحسب، بل دراسة لحالة مبتكرة، من خلال الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تمكننا من تجاوز الفجوات الثقافية واللغوية، وهو الأمر الذي سوف يفتح آفاقاً جديدة وغير مسبوقة أمام صناع السينما لإنتاج أعمال إبداعية مبتكرة وجذابة، تحسن تجارب المشاهدة وسرد القصص المحلية عالمياً.

تسويق عالمي
وأضافت الخاجة أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً مهماً في تطوير صناعة الأفلام وتوزيعها في الخارج، خصوصاً أنه في الفترة المقبلة، سيتم ترجمتها بكل لغات العالم عبر هذه التقنية، بما يسهل من تسويقها، لافتة إلى أنه على الرغم من ارتفاع كلفة تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال السينمائي، إلا أنها تتفوق على الدبلجة التقليدية، لاسيما أن صوت الممثل يكون مطابقاً لصوته الحقيقي، وهو ما يظهره أكثر منطقية، مشيرة إلى أن تجربتها في دبلجة «ثلاثة» بهذه التقنية للمرة الأولى، تسهم في فتح آفاق جديدة لتوسيع تسويق فيلمها عالمياً، كاشفة عن أن أحد الموزعين السينمائيين في إندونيسيا تواصل معها مؤخراً حول إمكانية عرض الفيلم هناك، الأمر الذي يشكل خطوة غير مسبوقة في السينما الإماراتية.

4 لغات 
صرحت المخرجة نايلة الخاجة بأنه بعد النجاح الذي حققته بإطلاق فيلم «ثلاثة» بلغة «الماندارين»، وتسويقه في الصين، اتفقت مبدئياً مع إحدى الشركات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي ومقرها دبي، على ترجمة الفيلم ودبلجته بـ 4 لغات غير الصينية، وهي الفرنسية والإسبانية والألمانية والهندية، ليحقق انتشاراً أوسع في مختلف أنحاء العالم.

تطور تقني
من جهته، قال المخرج والمنتج عامر سالمين المري، الذي استشعر أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي، ونفذ جلسة نقاشية في الدورة السادسة من مهرجان «العين السينمائي الدولي»، تحت عنوان «ثورة الذكاء الاصطناعي في مجال المبيعات والتوزيع السينمائي»، إنه مع التطور التقني السريع الذي نعيشه، علينا كصُنّاع سينما في الإمارات مواكبة هذا التطور في المجال السينمائي، وخوض تجربة الذكاء الاصطناعي والتي تعمل على تحويل الأفلام ودبلجتها إلى أكثر من 20 لغة بوساطة الذكاء الاصطناعي، مما يمهد الطريق لمشاريع سينمائية محلية مستقبلية في أسواق مختلفة وبلغات متنوعة.

قاعدة جماهيرية
المخرج فاضل المهيري، الذي خاض تجربة إنتاج وإخراج أول فيلم رسوم متحركة «أنيميشن» محلي بعنوان Catsaway، أوضح أن تقنية الذكاء الاصطناعي، تسهم في تعرف الآخر على إمكانات التطور التقني والفني الذي تشهده صناعة السينما في الإمارات، كما يتعرف الآخر على الثقافة الإماراتية من خلال القصص المتنوعة التي تقدم في أفلامنا، سواء اجتماعية أو كوميدية أو رعب أو أنيميشن، وقال: «يلعب الذكاء الاصطناعي في هذا الصدد دوراً كبيراً في التوجه لجمهور مختلف، خصوصاً مع إطلاق الفيلم بلغات متعددة، بعيداً عن الترجمة، حيث يساعد صناع الأفلام في توجيه استراتيجيات التسويق والترويج للأفلام بشكل أكثر فعالية، ما يسهم في توسيع القاعدة الجماهيرية وتحقيق إيرادات أكبر».

تطبيقات مبتكرة
فيما أكد المخرج والمنتج عادل الحلاوي، الذي أطلق أول فيلم إماراتي يستعرض 7 أنواع من الفنون القتالية في الإمارات والمنطقة بعنوان «المقاتل الذي لا يهزم»، أنه مع وجود عدة تطبيقات مبتكرة في صناعة الأفلام، حيث يقدم الذكاء الاصطناعي العديد من الفوائد لصُناع «الفن السابع»، من ناحية الجودة وتحسين الصوت والصورة وتوفير الوقت والموارد، وتحقيق إيرادات أعلى، خصوصاً بعد إصداره بلغات مختلفة، منوهاً إلى أن هذه التقنية تسهم وبشكل كبير في تكوين جمهور أوسع للفيلم الإماراتي، مع أهمية اختيار المضمون والقصص التي تعبّر عن الجمهور العربي والعالمي.