سعد عبد الراضي (أبوظبي)

بمحتوى شعري أصيل، وبعدد متابعين تجاوز 7 ملايين على وسائل التواصل الاجتماعي، أكدت روان ناصر أنها أحبت الشعر والقراءة في الأدبين العربي والعالمي منذ الطفولة، فقادها شغفها إلى اختيار وتجويد ما تقول، وصقلت موهبتها بدراسة الإعلام في الجامعة الأميركية بالإمارات تخصص إذاعة وتلفزيون، ثم ترجمت دراستها إلى واقع، فاكتسبت خبرة في العديد من المؤسسات الإعلامية الكبرى كتلفزيون دبي على سبيل المثال، فألهمها ذلك كيفية تقديم محتوى إعلامي جيد، ولم تكتف بهذا بل درست وسائل التواصل الاجتماعي، لتكتشف كيف يكون صانع المحتوى مؤثراً، ومن هنا يتضح أن نجاحها لم يكن حظاً أو وليد الصدفة، بل أتى نتيجة رحلة طويلة ملأى بعمل وإخلاص وإدراك ووعي ودراسة وعلم وأمل وتحد.
شغف
أكدت روان، أن الطفولة تمثل جزءاً كبيراً من تكوين ومستقبل أي إنسان، وأن شغفها بالقراءة والكتابة بدأ مبكراً في حياتها، قائلة: لقد كان لمكتبة جدي الأثر الكبير في تكويني، ففيها أُهديت أول كتاب وأنا في الرابعة عشرة من عمري، وهو «رسالة الغفران» للمعري، ذلك الكتاب الذي أحدث في داخلي رغبة لم تخل من التحدي الذي يجعلني أغوص في معانيه حتى أفهمها، ثم قرأت في ذات المكتبة «الحكم العطائية» الذي يشرح ويحلل حكم ابن عطاء الله السكندري في تزكية النفس والارتقاء بها في مدارج الكمال والسمو، وفيها كذلك قرأت الأدب الروسي وخاصة روايات فيودور دوستويفسكي، كما أن الشعر كان يحتل مكانة كبيرة في مخيلتي منذ البداية، فكنت أقرأ للشعراء الذين كان لهم صيت في هذه الأيام وما زالوا، مؤكدة أن تغذية العقل تنعش روحها وكأنها وهي في حال القراءة تبحث عن إجابات لأسئلة، وهذا ما قادها لتقرأ في مضامين مختلفة للعديد من الشعراء والكتاب العرب والروس.
بين سوريا والإمارات 
وتشير روان إلى دافع أكثر شكّل حبها للغة والشعر، فتقول: تلقيت تعليمي الأساسي في سوريا التي تولي اهتماماً كبيراً للغة العربية، مؤكدة أنها أحبت القراءة والمطالعة، مشيدة بدور الأهل وعطائهم غير المحدود، فوالدها عمل مهندساً مدنياً في الإمارات لأكثر من 25 عاماً، وكان له الفضل في أن تكون موجودة على أرض هذه الدولة الطيبة، التي أثّرت في نفسها وتكوينها، بشكل إيجابي، ويُعد وجودها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب مؤخراً خير دليل على ذلك، وعلى دعم الدولة لكل ما هو مفيد وجاد وقيّم.
لست شاعرة 
وعن اعتقاد الكثيرين بأن أداء روان ناصر للشعر في وسائل التواصل الاجتماعي وراءه شاعرة، تقول: لا أصنف نفسي كشاعرة، ولكني أميل أكثر إلى كتابة النصوص الأدبية مثلاً، القصة والرواية، وأعرض ما يستحق النشر، من كتاباتي.
الشعر صديقي 
ولفتت روان إلى أن الشعر صديقها، الذي يصاحب رحلتها في الحياة، فقد اجتمعت بداخلي اللغة السليمة التي تشكلت من نشأتي وتكويني القرائي المحب للغة والشعر، مع القدرة على التعبير التي اكتسبتها من دراستي وخبرتي في مجال الإعلام المرئي والمسموع.
وتضيف روان: يُعد الإلقاء نصف القصيدة وشغفها، بل يمكن القول بأن الإلقاء مهنة والشعر مهنة أخرى، مؤكدة أنها درست مواقع التواصل الاجتماعي والخوارزميات، لتكون صانعة محتوى مؤثرة في محيطها.
صوفي وجاهلي
تقول روان ناصر: أختار الشعر الذي ألقيه من خلال العاطفة، فإذا أعجبتني الكلمات وتأثرت بها وأعجبني طرح الشاعر ألقي القصيدة، مؤكدة حبها لأشعار الحكمة والشعر الصوفي، خاصة شعر ابن الفارض، موضحة أن حبها للأشعار الصوفية يكمن في عمق روحها وأخلاقياتها العالية، كما أنها تختار إلقاء بعض أبيات الشعر الجاهلي الخالية من الصعوبة.