الشارقة (الاتحاد)

مع ختام الدورة الـ15 من رحلة الإبداع والمعرفة، فتح مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2024، صفحة جديدة من صفحات ريادته، تاركاً ذكريات ملهمة في قلوب وعقول الأطفال والناشئة، الذين جسّدوا بمواهبهم ومعارفهم شعار هذا العام «كُن بطل قصتك»، حيث رافقوا روائع الأدب والفن والمغامرة في أروقة مركز إكسبو الشارقة على مدى 12 يوماً، وظهرت نتائج الحدث على وجوه 157.381 زائراً، خاضوا تجربة ثقافية وترفيهية غنية، حملت معها أكثر من 1000 ساعة من البرامج التثقيفية والترفيهية، مُسطّرةً منجزاً جديداً في سجل الإنجازات الثقافية لإمارة الشارقة.

مجتمع معرفي متكامل
نظَّمت «هيئة الشارقة للكتاب»، خلال أيام المهرجان، برنامجاً غنياً بالفعاليات، شملت ورش عمل تفاعلية وجلسات حوارية في مجالات الفنون، الرياضة، التكنولوجيا، الرسم والموسيقى، مجسدة رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ودعم قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، في إثراء الحصيلة المعرفية للأجيال الناشئة، وتنمية مهاراتهم الإبداعية والعملية، لتعزيز حجم مساهمتهم في تحقيق رؤية الإمارة في بناء مجتمع معرفي متكامل.
وترجمةً لأهدافه بدعم صناعة الكتاب وتعزيز دور الناشرين المتخصصين بأدب الأطفال والناشئة، حظي المهرجان بمكرمة صاحب السمو حاكم الشارقة، حيث وجه سموه بتخصيص 2.5 مليون درهم لاقتناء كتب من دور النشر المشاركة؛ بهدف تزويد مكتبات الشارقة بالإصدارات العربية والأجنبية الجديدة التي عُرضت في المهرجان.

بوصلة للمستقبل 
في تعليقه على ختام هذه الدورة من المهرجان، قال أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب «ونحن نختتم دورة أخرى ناجحة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، يملؤنا شعور بالعرفان للرؤية الثاقبة لصاحب السمو حاكم الشارقة، وتوجيهات قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، التي تمثل البوصلة التي توجهنا في هيئة الشارقة للكتاب لرفعة شأن الكتاب والقراءة، وتضيء دربنا نحو مستقبل يرتكز على أبنائه، تحت قيادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة (الهيئة)، فكل طفل غادر المهرجان بابتسامة أو فائدة، وكل قصة تم سردها، وكل كتاب حمله الأطفال معهم إلى منازلهم، يُعد شهادة على الدور الفعّال الذي تلعبه الشارقة في تشكيل عقول الأجيال القادمة، وتأسيسهم لقيادة مجتمعاتهم، مُحققةً رؤيتنا في بناء مجتمع معرفي تترسخ فيه الثقافة كأساس للتنمية الشاملة والمستدامة».

بُناة الغد
من جهتها، قالت خولة المجيني، المنسق العام للمهرجان: «مع ختام كل فصل من فصول مهرجان الشارقة القرائي للطفل، يزداد يقيننا بأن الثقافة هي جسر التواصل الذي يعبر به أطفالنا إلى آفاق المستقبل، وأن القراءة هي المفتاح السحري الذي يُطلق العنان لإمكاناتهم اللامحدودة؛ لذلك فإن هيئة الشارقة للكتاب مستمرة في دعم رؤية الإمارة ومشروعها الثقافي العالمي، الذي يلهم الأجيال الصاعدة ليكونوا بُناة الغد، من خلال التأكيد على أهمية الكتاب والقراءة في بناء المجتمع وتنمية وتطوير أبنائه».
وتكريماً للإسهامات المبدعة التي أثرت عالم كتب الأطفال، شهد المهرجان تتويج الفائزين بجوائز الدورة الـ15، وهي: «جائزة الشارقة لرسوم كتب الأطفال» لفئة اليافعين، ومسابقة «فارس الشعر»، وجائزة فئة «طلبة الصفوف الأولى»، وجائزة فئة «طلبة الصفوف المتوسطة»، وجائزة فئة «طلبة الصفوف العليا».

1500 فعالية 
وفي مشهد يعكس التنوع الثقافي والإبداعي، احتضن المهرجان في دورته الحالية 186 دار نشر من 20 دولة، كما أثرى أوقات جمهوره بأكثر من 1500 فعالية ثقافية وفنية وترفيهية، قدمها 265 من ألمع الأسماء في عالم الأدب والفن من 25 دولة.
وحفلت منصات المهرجان بورش عمل وفعاليات ترفيهية للأطفال، شملت مجالات الاستدامة، الأزياء، الحرف اليدوية، والموسيقى، بالإضافة إلى 12 عرضاً مسرحياً وجوالاً، إضافة إلى جلسات حوارية مُتنوعة، تناولت قضايا حيوية ركزت على تعزيز مهارات التواصل لدى الأطفال.

مسرح و«كوميكس»
من أبرز العروض المسرحية التي استضافتها دورة هذا العام من المهرجان، مسرحية «اختيارك» الكويتية التي أضاءت خشبة المسرح بقصة مُلهمة وبدروس قيّمة في السعي وراء الطموحات، وأثرى ركن الكتب المصورة «كوميكس» تجربة الزوار بـ132 فعالية، قدمها 31 مبدعاً من 4 دول، بينما قدّم ركن الطهي، تجارب طعام غنية، ونظم المهرجان فعالية «مقهى المبدع الصغير»، بمشاركة أطفال مُبدعين رووا قصص نجاحهم وتجاربهم الثقافية والحياتية.

حفل غنائي
أحيت الفنانة السورية رشا رزق حفلاً غنائياً اكتظت به قاعة الاحتفالات في المهرجان بأعداد غفيرة من الجمهور الذين حضروا للاستمتاع بأغاني الطفولة التي عاشوها مع صوت رزق على شاشة «سبيستون»، حيث استحضرت أمامهم أغاني شارات مسلسلات «سبيستون» الأكثر شهرةً.