الشارقة (الاتحاد)
في تجربة مثيرة، جَمَع المؤلف الموسيقي إيلي نخلة، عدداً من الأطفال في ورشة تفاعلية ضمن فعاليات الدورة الـ15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، تحت شعار «كن بطل قصتك»، لتعليمهم فن «التأليف الموسيقي» وكيفية ربط الموسيقى بكلمات النص الغنائي.
تناغم موسيقي
بدأت الورشة بعرض نص شعري على لوحة كبيرة أمام الأطفال، ثم قام مقدم الورشة بتشغيل مقطوعة موسيقية بأداء بطيء لشرح كيفية تحقيق الوزن بين الموسيقى والكلمات على كل مقطوعة بصورة بطيئة، بحيث يردد معه الأطفال كلمات الأغنية بالتماشي مع الموسيقى.
وعقب ذلك، أدى إيلي مقطوعة موسيقية أخرى بأسلوب أسرع، وأجرى عدّاً تنازلياً للأطفال، ثم تركهم يدمجون الكلمات مع الموسيقى لأداء الأغنية سوياً، حيث شهدت الفقرة تفاعلاً وتناغماً بين الأطفال، وقاموا بأدائها بطريقة مميزة نالت استحسان الحضور.
وفي نهاية الورشة، طلب إيلي من كل طفل مشارك أن يوقّع باسمه على كلمات الأغنية للاحتفاظ بها، مشيداً بالمجموعة المشاركة وسرعة استجابتهم.

وقال إيلي نخلة: إن الهدف من التأليف الموسيقي تنمية مهارات الشعر لدى الأطفال، لاسيما وأن الشخص يستطيع من خلاله التعبير عن نفسه ومشاكله وكل ما يشعر به، الأمر الذي يساعده على التعامل مع محيط مجتمعه.
تصاميم مبتكرة
ومن جانب آخر، وخلال ورشة تعليمية ملهمة حملت عنوان «بطاقة الفستان السريالي» ضمن فعاليات المهرجان، تمكنت الفتيات من عمر 8 سنوات وما فوق من اكتساب مهارات جديدة في عالم الموضة والأزياء والتصاميم المبتكرة، حيث تعلمن خلال الورشة كيفية دمج عناصر المدرسة السريالية في تصاميمهن لإبداع فساتين فريدة من نوعها.
وفي بداية الورشة شاركت خبيرة الأزياء التونسية عزة الصوابني معلومات قيمة مع المنتسبات للورشة حول المدرسة السريالية في الفن، وتحديداً عالم الموضة والأزياء، موضحة أن الأزياء المستلهمة من هذه المدرسة تعكس جرأة وابتكاراً، وتتميز بتجاوز الحدود التقليدية وتجسيد الأفكار الغريبة والمبتكرة في التصاميم، مما يخلق أزياءً فريدة ومبهرة، عبر استخدام الألوان الزاهية والأشكال غير التقليدية والتفاصيل المفاجئة لإضافة عنصر السريالية والفرادة إلى التصاميم.

توعية الصغار بيئياً لتعزيز دورهم في التغيير
أكّدت كاتبات متخصّصات في مجال البيئة أنّ تعزيز وعي الأطفال بالقضايا البيئية المرتبطة بالتغير المناخي يبدأ منذ سنّ مبكرة، ويجعل منهم عنصراً فاعلاً في التغيير. جاء ذلك خلال جلسة في الملتقى الثقافي، ضمن فعاليات المهرجان، بعنوان «مقدّمة حول تغير المناخ للأطفال»، استضافت الجلسة كلّاً من الكاتبة المصريّة هجرة الصاوي، والكاتبة النيجيريّة تويين أكاني، والكاتبة الإماراتيّة نورة الخوري. قالت هجرة الصاوي: «تنوّعت طرق معالجة الوعي البيئي للأطفال لتشمل المخاطبة بالصور والكوميديا و«الكوميكس» والألعاب، بهدف تقديم مفهوم التغير المناخي بطريقة مبسّطة وسلسة تبقى عالقة بذهن الطفل لفترة طويلة». وأشارت تويين أكاني إلى أنّ الكتابة للأطفال حول البيئة لا بدّ أن تكون متخصّصة، فالطفل يتابع الكلمات والصور باهتمام كبير، وقد يفهم من الصورة القضية التي نتحدث عنها».
من جهتها، قالت نورة الخوري: «الكتابة بأسلوب أدبي بسيط مناسبة للصغار، لأنها تعمل على تثبيت المعلومة في أذهانهم».

مزج الواقعية بالسريالية
خلال القسم التطبيقي، وزعت خبيرة الأزياء عزة الصوابني على الفتيات الخامات والأدوات التي يبتكرن منها تصاميمهن المميزة، كأوراق الشجر، ونجوم بأحجام مختلفة، وأعواد الخشب الملونة، وأكواب المافن الكرتونية، والصمغ، وأوراق بيضاء مرسوم عليها نماذج «مانيكان» تساعدهن على الابتكار، ثم ساعدت الصوابني الفتيات على تجسيد أفكارهن المختلفة، وطلبت من المنتسبات تصميم فستان جريء وغريب، مستوحىً من المدرسة السريالية، ونجحن في ختام الورشة في تقديم فساتين سريالية تمتزج فيها الواقعية بالسريالية، الأمر الذي أضفى عمقاً وثراءً على مختلف تصاميمهن.