لكبيرة التونسي (أبوظبي)
تسجّل المرأة حضوراً بارزاً ومؤثِّراً في مجال الاستدامة ومشاريع الطاقة المتجددة، وتسهم بشكل فاعل في التقليل من البصمة الكربونية، وتحظى بدعم كبير لتمكينها وتعزيز وجودها في المجال التكنولوجي، لتلعب دوراً محورياً في تسريع التنمية المستدامة، وتحقيق الأهداف المناخية، لخلق عالم أكثر صحة وأمناً واستقراراً.
قصص نجاح
التقت «الاتحاد» نخبة من النساء الرائدات في مجال الاستدامة، على هامش مشاركتهن في فعاليات «القمة العالمية لطاقة المستقبل 2024»، التي نظمتها شركة «مصدر» مؤخراً في مركز «أدنيك» أبوظبي، هذه الفعالية السنوية الرائدة في مجال الأعمال والتي تركز على الطاقة البديلة والاستدامة، سلّطت الضوء على دور النساء في مجالات منظومة الطاقة، ومنحت كل سيدة فرصة سرد قصة نجاحها وآرائها حول العديد من القضايا، ومنها التغير المناخي والسياحة المستدامة وتكنولوجيا المدن الذكية وتكامل الاقتصاد الدائري، والتنوع في مكان العمل.
تمكين
قالت هند الحويدي، الرئيس التنفيذي للتطوير في مجموعة «بيئة»: ركّزتُ خلال مسيرتي المهنية على التعليم، ونجحتُ في تطوير مهاراتي القيادية، لا سيما في ظل الدعم والفرص الكبيرة التي قدمتها لي «مجموعة بيئة»، وبشكل خاص فرص التنمية الذاتية والتطوير المهني والقيادي، لتولي مناصب أكبر وأعلى وأكثر أهمية، فبدأتُ بقطاع التعليم ثم انتقلتُ إلى التدريب والتنمية والتطوير والثقافة، وأحرصُ على تدريب الكفاءات الموجودة في «مجموعة بيئة»، علماً بأن فرص التدريب التي وفرتها لي المجموعة في بداية مسيرتي المهنية، هي التي مكّنتني من الوصول إلى المنصب القيادي الذي أتولاه حالياً، وأعمل الآن على تطوير كفاءات الزميلات، وتعزيز مهاراتهن القيادية، تماشياً مع سياسة المجموعة.
طاقة نووية
أشارت ميرة البلوشي، مهندس أول البرامج في شركة «نواة للطاقة»، التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، إلى أنها تعمل في محطات «براكة» كمهندس أول لبرنامج المعادن الذي يستهدف تطوير استراتيجيات الوقاية، وأضافت «نتيجة لاستراتيجية مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الخاصة بأولوية تطوير الكفاءات الإماراتية في هذا القطاع العلمي والتكنولوجي المتقدم، خصوصاً الكفاءات النسائية، فقد أسهمنا بدور مهم في مسيرة تطوير محطات براكة، خاصة البرنامج النووي السلمي الإماراتي، الذي شاركنا فيه بنسبة عالية تصل إلى 20%، وقد أثبتت الكفاءات النسائية حضوراً قوياً في مختلف تخصصات قطاع الطاقة النووية في الدولة، إذ لدينا إماراتيات متخصصات كمشغلات مفاعلات نووية ومشغلات ميدانيات، ومتخصصات في الوقود النووي والهندسة بمختلف فروعها، بالإضافة إلى مجالات الدعم والإدارة وغيرها، وفي الآونة الأخيرة، تُوّجت الجهود النسائية الإماراتية بإطلاق فرع الشرق الأوسط من منظمة المرأة في الطاقة النووية، حيث تتولى رئاسة هذا الفرع واحدة من الكفاءات النسائية الإماراتية، وهذا نتيجة السمعة المميزة للبرنامج النووي السلمي الإماراتي، وتحقيقه إنجازات استثنائية في زمن قياسي، إلى جانب الدور الريادي لدولة الإمارات في هذا القطاع».
تسهيلات
نرمين نجم، رئيس قسم التسويق والعلاقات العامة في مدينة مصدر، أشارت إلى أن المرأة أصبحت اليوم أكثر تأثيراً في مجال الاستدامة، ولها دور كبير في قيادة رحلة الاستدامة في المنطقة الحرة في مدينة مصدر، حيث إن هناك عشرات الشركات تقودها نساء، وأضافت «في مدينة مصدر، نحرص على دعم المرأة في مجال الاستدامة من خلال توفير تسهيلات ومحفزات للشركات الخاصة بالمرأة، لتعزيز مبادئ الاستدامة بداية من أسرتها، وحتى تأثيرها على المجتمع».
إدارة الطاقة
قالت هنادي الحياري، شركة «سمارت أي كلوبال»: ندرك جيداً أن العالم اليوم يتجه نحو إدارة الموارد، ونحن من الشركات الأردنية الرائدة في هذا المجال، وشركتنا تمثل النساء 70% من كوادرها، ونعمل على رصد المنشآت أو البيوت، وندرس حجم استهلاك الطاقة فيها، ونضع خططاً للتقليل من استهلاك الطاقة بنسبة تتراوح بين 20 و30%، والشأن ذاته بالنسبة للمياه واستهلاكها في المدارس والبيوت والمزارع.
تبادل خبرات
أما ملاك الراعي، مديرة تطوير بشركة «سولارابيك»، وهي منصة تعليمية إخبارية في منطقة الشرق الأوسط، في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة باللغة العربية، فأشارت إلى أن شركة «سولارابيك» تضم أكثر من 60% من النساء، قائلة «ننظم مسابقات خاصة بالمهندسات، ونعمل على تدريبهن وتمكينهن، ونفتح لهن باب تبادل الخبرات والتواصل، كما نوفر تدريبات معتمدة من ألمانيا، ومن مختلف أنحاء العالم في الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية وجميع المجالات المتعلقة بالطاقة والاستدامة».
تكنولوجيا الأغذية
أعربت سوزان باين، الرئيس التنفيذي للعمليات بشركة «سوستانبل بلانت»، والتي حرصت على الحضور من كندا للمشاركة في القمة، عن سعادتها بالعودة إلى أبوظبي، والمساهمة بأفكار إبداعية من خلال شركتها المتخصصة في تكنولوجيا الأغذية الزراعية، إضافة إلى تسليط الضوء على مساهمات المرأة القيمة في مجالات الابتكارات التقنية لمكافحة التغير المناخي، موضحة أن الشركة تختص بإنتاج البروتينات النباتية التي تسهم في تجديد موارد الأرض، والتخفيف من انبعاثات الكربون، ونحن اليوم في المنصة الأمثل لتبادل الآراء والخبرات، فضلاً عن إفساح المجال أمام السيدات لاستعراض العديد من البدائل المستدامة، بما يعزز دورهنّ في تكنولوجيا المناخ، بما فيها حلول استبدال المواد البلاستيكية الدقيقة الموجودة في الدهانات والإطارات ومستحضرات التجميل، بالخرز الطبيعي البديل أو بعبوات قابلة للتحلل الحيوي والمصنوعة من الأعشاب البحرية.
بيئة خصبة
تضيف باين: على نحوٍ مماثل، توفر «سوستانبل بلانت» البروتين النباتي على نطاق واسع ضمن أراضٍ غير صالحة للزراعة باستخدام الحد الأدنى من المياه، فالشركات الذكية مناخياً لا تولّد المزيد من النفايات، بل تنتج نفايات أقل وبكفاءات أكبر لتعمل مع الطبيعة وليس ضدها، وتقدّم دولة الإمارات بيئة خصبة للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تقودها سيدات يعملن في ميادين الطاقة والاستدامة، وأنا فخورة بالدعم الذي نتلقاه من مبادرة ملتقى «تبادل الابتكارات بمجال المناخ - كليكس».
جودة الهواء
قالت شروق علي، مهندسة إلكترونية بشركة «إيكو سيستم أنفورماتيكس» وحاصلة على دكتوراه في هندسة الاتصالات، ومشرفة على براءات الاختراع «نقدم خدمات وحلولاً عبر جهاز ذكي يقيس ويراقب جودة الهواء عبر تثبيته على السيارات و(الدرون)، حيث يرسل إشارات تحذيرية لصناع القرار لاتخاذ الحل المناسب قبل تفاقم المشكلة»، وأضافت: «جودة الحياة تؤثر في حياة الناس بشكلكبير، فمثلاً قد يكون الشخص حريصاً على طعامه وشرابه وصحته البدنية، لكنه يعاني أمراضاً خطيرة نتيجة تلوث الهواء، والذي قد يؤدي إلى إسقاط الحمل أو تشوه الأجنة، فضلاً عن انتشار أمراض السرطان».
خلايا جذعية
أشارت عليا عبد الرازق، الرئيس التنفيذي للعمليات في «سيل سيف»، التي تم افتتاحها عام 2006 كأول منشأة خاصة بالخلايا الجذعية في المنطقة، إلى أن «سيل سيف» بإدارة مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، هي شركة رائدة في مجال توفير حلول طبية متقدمة من خلال الخلايا الجذعية المخزنة، انطلاقاً من التزامها بإحداث ثورة في الطب الحديث، مع إمكانية تخزين الحبل السري والخلايا الجذعية المشيمية التي تعتبر علاجاً لمختلف الحالات المستعصية.