عبد الله أبو ضيف (القاهرة)
على الرغم من تباعد البلدان، إلا أن مظاهر الاحتفال بعيد الفطر تتخذ طقوساً متشابهة، ففي قارتي أميركا وأوروبا حيث الآلاف من أبناء الجاليات العربية الذين نقلوا معهم عادات وتقاليد بلادهم، تعيش العائلات فرحة العيد المعتادة لتتحول إلى طقوس ثابتة في المجتمعات الغربية.
وتتشابه العادات في هذا اليوم بدءاً من صلاة العيد الجماعية في الساحات وارتداء الملابس الجديدة وشراء الكعك والحلوى، إلى التنزه وزيارة المعارف والأصدقاء والتواصل هاتفياً مع الأهل والأقارب.

تزيين مساجد أميركا
في أميركا، تبدأ مظاهر العيد في مناطق وجود أفراد الجالية العربية بتعليق الزينة على الشرفات، ويتم إعداد زينة العيد في المساجد ليلة العيد استعداداً للإقبال على أداء صلاة عيد الفطر.
وذكر جعفر حوى، مدير مساعد في مسجد أورلاند بارك بمدينة شيكاغو، أن أشكال الاحتفال بالعيد في أميركا منقولة عبر الجالية العربية، حيث تتوافد العائلات على المساجد بعد صلاة الفجر، ويرتدي الأطفال ملابس العيد والثوب العربي، ويتجمعون في المساجد لأداء صلاة العيد، ويتبادل الجميع التهاني بالعيد، ومنهم من يظل في ساحات الصلاة للاستمتاع بأجواء البهجة الجماعية. وتقوم بعض المساجد من خلال تجمّع العيد بجمع التبرعات والصدقات وإيصالها إلى المحتاجين والفقراء، كمساهمة مجتمعية تدخل البهجة على قلوبهم.

حدائق أوروبا
استعدادات العيد تتكرر في الدول الأوروبية، ولا تقتصر الصلاة على المساجد لأن أعدادها قليلة ومساحاتها ضيقة، وأوضح إياد الزارو، أحد أبناء الجالية العربية في النرويج، أن المسلمين هناك يلجأون إلى الساحات والحدائق العامة أو ملاعب كرة القدم لأداء صلاة العيد. 
وذكر أن الأمر يختلف من دولة إلى أخرى، فهناك دول تشترط إصدار تصاريح لإقامة صلاة العيد في التجمعات العامة، ودول أخرى لا تشترط ذلك، ويكون الاتفاق بين الجالية المسلمة على أماكن صلاة العيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقال إن العائلات تتشابه في طريقة الترفيه والتنزه في العيد، بالذهاب إلى الحدائق العامة كما يحدث في البلدان العربية، وغالباً يتم توفير الألعاب الترفيهية.

الملابس التراثية
لكل دولة عربية زي تراثي يسود المشهد فيها يوم العيد، والعكس يحدث في دول أوروبا وأميركا، حيث تشهد تمازجاً بين الملابس التراثية من الجاليات المختلفة، فهناك الثوب العربي التقليدي والجبادور والطربوش المغربي. 
وقال طارق عبد الرحمن، مقيم في مدينة برمنجهام ببريطانيا، إنه يحرص وأبناؤه على ارتداء الزي التقليدي في العيد حتى يشعروا بالانتماء والتمسك بهويتهم. أما السيدات فيرتدين العباءات حسب عادات بلادهن، كما تتنوع ملابس الأطفال بين الثوب والملابس العادية مع الاهتمام بأن تكون جديدة.

أطعمة متنوعة
تتنوع أصناف الطعام في الدول الغربية خلال عيد الفطر، ويتوقف الأمر على جنسيات الجاليات، وتتشابه بين الكعك والحلوى والفطائر. وتوضح إيمان عبد الحليم، المقيمة في إيطاليا، أن حلويات العيد التقليدية مثل الكعك يتم شراؤها عوضاً عن صناعتها منزلياً، ولا غنى عنه في العيد. وقالت: «نحن كجيران عرب نتبادل الزيارات والهدايا وأطباق الكعك حتى نصبح أكثر تقارباً، وهو الهدف من الأعياد».