لكبيرة التونسي (أبوظبي)
لا تحلو الجلسات واللمّات العائلية في الشهر الكريم من دون «القهوة العربية» بأنواعها كرمز للكرم والضيافة، لذا يرتفع الإقبال عليها بشدة، وتعبق الأسواق والمحال الخاصة بها بروائحها وأنواعها المختلفة، كونها على رأس قائمة مشروبات رمضان، سواء بعد الفطور أو في السحور، فهي ضيف دائم خلال رمضان احتفاءً بزيارات وتجمعات الأهل والأصدقاء، لتبقى «القهوة العربية» سيدة الساحة لاعتبارها من أساسيات السفرة الرمضانية في كل بيت إماراتي.
إعداد القهوة يدوياً
ذكرت مجموعة من الحرفيات اللاتي يعملن على تجهيز وإعداد القهوة العربية يدوياً في المنازل، أن الطلب يزداد عليها خلال الشهر الفضيل، وأكدن أن معظم الأسر تفضل احتساءها خلال التجمعات العائلية وجلسات بعد الإفطار. وأشارت عائشة الشامسي صاحبة أحد مشاريع القهوة العربية، إلى أنها تعمل على شراء البن وتنظيفه وتحميصه ودقه بالطريقة التقليدية للحفاظ على جودته، مع إضافة المنكهات مثل الزعفران والهيل وبعض المطيبات الأخرى عليه، مما يعطي القهوة مذاقاً خاصاً يميزها عن غيرها، لافتة إلى أن مبيعاتها في شهر رمضان تتضاعف عن الأيام العادية، حيث إن الأسواق توفر الكثير من الأنواع والأشكال لإرضاء جميع الأذواق، بينما يفضل الكثيرون القهوة التي تعدها الأمهات في البيت، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو خلال تواجدهن في المهرجانات والمعارض.
ارتفاع الطلب
وأشار بائعون أن مشتريات القهوة تتضاعف في الشهر الكريم، حيث يقبل الكثيرون على إهدائها لأقاربهم وأصدقائهم، بينما يقتنيها آخرون لتقديمها لضيوفهم وأسرهم. وقال علي النعيمي صاحب أحد محال القهوة الذي يوفر خيارات كبيرة من القهوة من مختلف قارات العالم، إنه متخصص في استيراد القهوة بأنواعها، مشيراً إلى أنه يتمتع بخبرة في تحديد أنواعها وجودتها، وأنه يقوم باستيرادها ثم يعيد طحنها باستخدام مكونات تحمل بصمة خاصة، ويقدمها في عبوات بأحجام مختلفة، كما يحفظها في أدوات صديقة للبيئة. وأكد أن الطلب على القهوة في رمضان يرتفع بنسبة كبيرة، خصوصاً قبل العيد، وأهمها القهوة العربية باعتبارها من التراث الإماراتي، ولها حضور قوي في المجالس والخيام الرمضانية واللمّات العائلية.
زينة المجالس
أحمد سعيد مصلح الأحبابي، حَكَم تراثي أول وخبير عادات وآداب مجالس، أكد أن القهوة زينة المجالس، ورمز للجود والكرم وتُعتبر جزءاً أساسياً من الضيافة لاسيما في رمضان، حيث إن تقديمها من أهم تقاليد الترحيب بالضيوف في المجتمع الإماراتي، لذا ظلت من أساسيات الثقافة العربية على مدار قرون، من ناحية طقوس تحضيرها وتقديمها.
ضيف دائم
أشار محمد علي، صاحب محل متخصص في بيع القهوة، إلى أن تزايد وتبادل الزيارات العائلية والحرص على صلة الأرحام في شهر رمضان، يسهم في حضور القهوة كضيف دائم في المجالس، موضحاً أن شهر رمضان من مواسم انتعاش القهوة، حيث إن نسبة الطلب عليها من الأفراد تزداد حيث تتجاوز الضعف، كما ترتفع أيضاً طلبات الفنادق والمقاهي والمطاعم والخيام الرمضانية.