عبد الله أبوضيف (القاهرة)

معمار فريد ومساحة عملاقة يتميّز بها مسجد «روما الكبير» في العاصمة الإيطالية روما، وتحديداً عند جبال باريولي، ويصنف بأنه الأكبر في إيطاليا بمساحة تتخطى الـ 30 ألف متر.
يعود تاريخ بناء المسجد إلى عام 1974 بمنحة من العاهل السعودي فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه. وقد بدأت أعمال البناء بعد 10 سنوات واستغرق بناؤه 20 عاماً حتى خرج في حُلته النهائية واحداً من أجمل المساجد عالمياً.
المسجد فريد من نوعه معمارياً، وهو بمثابة تحفة باهرة للمصمم الإيطالي باولو بورتوجيسي، يجمع بين الفنون الرومانية التاريخية والعمارة الإسلامية القديمة، وتحديداً المغربية، وإلى جانب معماره فإن مساحته الكبيرة تتسع لـ12 ألف مصلٍ، ويتضاعف هذا العدد في المناسبات والأعياد الإسلامية.

أشكال هندسية
كل جزء من أجزاء المسجد الداخلية بمثابة قطعة فنية، بدءاً من السقف الذي يلفت الأنظار حيث برع المصممون في تزيينه بالأشكال الهندسية المتشابكة، والثريا المتفردة من حيث الشكل، المتناغمة مع ديكور السقف وزجاج النوافذ الملون.
أعمدة المسجد مصممة وكأنها أشجار تحمل السقف وتغطيها قطع الفسيفساء الفنية الجميلة. والأمر نفسه ينطبق على النصف السفلي من جدار المسجد الداخلي، وأيضاً تجويف المحراب مزين بالفسيفساء، ما يمنحه مظهراً جميلاً. التراث والتاريخ يدخلان حتى في المواد المستخدمة في بناء مسجد «روما الكبير»، فقد استخدمت مواد محددة تتنوع بين الحجر الجيري والطين حتى تنتج في النهاية ألوان رومانية شهيرة، مع استخدام فنون مغربية تقليدية كالزخرفة النباتية والتوريق.
ومن الخارج تعلو المسجد 16 قبة تغطيها ألواح رصاص رمادية، ومئذنة ترتفع 26 متراً بمعمار مستوحى من التاريخ الأندلسي، أما جدران المسجد فتحمل لون الطوب الروماني الشهير.

أنشطة مختلفة
تنقسم مساحة المسجد إلى 3 طوابق، الأول يضم ساحة الصلاة الرئيسة، والثاني مخصص لتدريس العلوم الإسلامية، مع وجود بعض المكاتب الثرية، والطابق العلوي يضم قاعة مخصصة للمناسبات والاجتماعات. ويقدم المسجد مجموعة من الأنشطة الدينية والثقافية لسكان المناطق المحيطة به، أبرزها تعليم اللغة العربية والقرآن الكريم وخدمات مجتمعية مثل طقوس الزواج والمؤتمرات والندوات الثقافية، ويوفر خدمات علاجية للمحتاجين من مختلف الجنسيات من خلال أطباء متطوعين.