خولة علي (دبي) 
شهر رمضان الفضيل، فرصة مثالية لتجديد العلاقات، حيث يجتمع أفراد العائلة والأهل والأصدقاء على مائدة الإفطار في جو تسوده المحبة والود والإخاء والتسامح. وما يميز الشهر الفضيل، لقاء الأقارب على سفرة واحدة ليتجاذبوا أطراف الحديث وسرد القصص، في ظل طقوس روحانية تمنح الجميع فرصة للتآلف، باعتبار مأدبة الإفطار تقليداً متوارثاً يعزز التكافل وصلة الأرحام. 
مودة وتآخٍ
ويذكر الإعلامي د. علي سالمين بادعام أن شهر رمضان يحمل في طياته العديد من الفرص لتعزيز الروابط الاجتماعية، وتجديد العلاقات بين الأهل والأصدقاء، ويُعتبر التزاور خلال هذا الشهر الكريم فرصةً ثمينة لتبادل المودة والتآخي، حيث تجتمع الأسر خلال شهر رمضان على مائدة الإفطار، لتناول الطعام وتبادل التجارب اليومية، ما يعزّز الروابط الأسرية، ويرسخ قيمة الشعور بالدفء والانتماء والدعم المتبادل.
تضامن وعطاء
يشير بادعام إلى أن التجمعات تُعتبر فرصة لتجديد العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء والجيران، حيث يتبادلون الزيارات وينظمون العديد من الأنشطة الاجتماعية مثل الإفطار المشترك والتجمعات العائلية، ما يعزز التواصل والتفاعل بينهم. وتوفر التجمعات في رمضان فرصة للتضامن والعطاء، حيث يتشارك الناس في تقديم الصدقات والتبرعات للفقراء والمحتاجين، ما يعزز الروابط الاجتماعية من خلال التكافل الاجتماعي، كما تسهم التجمعات الدينية بالمساجد في تعزيز الصلات الاجتماعية، حيث يلتقي المسلمون خلال صلاة التراويح، ويتشاركون في العبادة والتذكير بالقيم والتعاليم الإسلامية، ما يعزز الروح المعنوية والمبادئ الدينية المشتركة.

عادة تتجدد
يؤكد بادعام أن هذا التواصل بين الأقارب والأصحاب والجيران والاجتماع حول سفرة واحدة في رمضان، عادة مجتمعية قديمة عكف عليها الرجال من خلال إقامة وإعداد الإفطار الجماعي في ساحة المسجد قبل الأذان، فكل رجل يأتي بطبق من منزله ليتحلق الجميع حول سفرة واحدة لتناول الإفطار في أجواء لا تخلو من المحبة والأخوة والتكافل الاجتماعي، وهذه العادة مستمرة في البيوت الإماراتية حتى اللحظة، ويحرص الجميع على استدامتها.
اللمّة الحلوة
يرى محمد إبراهيم البلوشي، أن من أهم مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل اللمّة الحلوة، التي تجمع شمل الأهل والأقارب والمعارف والأصدقاء، وتعيد تواصلهم في جو يسوده التسامح والمودة والمحبة، ما يعزز الترابط الاجتماعي والأسري باعتباره من سمات الشهر الفضيل. فالزيارات والإفطار الجماعي من أساسيات وعادات الشهر الفضيل، لذا نجد المنازل في كامل استعدادها لاستقبال الزوار لمشاركتهم الإفطار، ما يعزز روح التواصل والتكافل والتضامن الاجتماعي بين الأقارب والأصحاب والجيران.
بيئة روحانية 
وقال د. علي سالمين بادعام: «تزداد حركة التجمعات في مجالس الأحياء والبيوت في الإمارات، بين الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران من خلال الولائم والإفطار الجماعي، أو عبر تبادل الزيارات بعد صلاة التراويح وحتى وقت السحور. وقد اعتدنا أن نجتمع مع أفراد العائلة، ونجمع شملهم في بيئة روحانية تتجدد فيها العلاقات الإنسانية والاجتماعية لنغرس في نفوس أبنائنا أهمية التواصل وصلة الأرحام، لتقوية ترابط الأسرة.