محمد قناوي (القاهرة)

بعد غياب عامين، منذ أن قدم مسلسل «نجيب زاهي زركش» عام 2021، عاد النجم يحيى الفخراني إلى الدراما الرمضانية، من خلال مسلسل «عتبات البهجة»، عن رواية بالاسم نفسه للكاتب إبراهيم عبد المجيد، ومعالجة تلفزيونية ودرامية للدكتور مدحت العدل.
وصرح الفخراني لـ «الاتحاد» إن ما شجعه للمشاركة في «عتبات البهجة»، أنه عمل اجتماعي، والدور مناسب لسنه عن شخص يصل إلى عمر معين ويريد أن يفرح لكنه لا يستطيع، ويكتفي بأنه وصل إلى العتبة، كما أن الفكرة جميلة والشخصية مناسبة.
قضايا هادفة
ذكر الفخراني، أن أحداث المسلسل تدور حول «بهجت الأنصاري» رجل على المعاش، توفيت زوجته وتركته للوحدة التي أثرت فيه نفسياً، وتتوطد علاقته مع أحفاده بشكل كبير، الأمر الذي يجعله يتجه إلى تقديم محتوى ترفيهي هادف على موقع «يوتيوب» بعنوان «عتبات البهجة»، ويناقش فيه بطريقة كوميدية العديد من القضايا الاجتماعية والأسرية الهادفة، ومنها علاقة الجد بأحفاده. كما يظهر ما يشعر به الإنسان في هذا العمر، ومحاولته دائماً إدخال البهجة على قلوب أحفاده.
وأوضح النجم الكبير أن اختياره لهذا العمل جاء بعد وقت طويل من قراءة مجموعة من النصوص والسيناريوهات، قائلاً: «هناك مجموعة من الأعمال اتخذت قراراً بعدم تقديمها من جديد على شاشة الدراما، وهي الأعمال التي تدور في إطار الصعيد، وكان آخرها (دهشة) عام 2014». وأشار إلى أن المسلسل لا يصنّف كوميدياً كما يعتقد البعض، بل يُعتبر دراما اجتماعية تتضمن حساً إنسانياً عالياً، لافتاً إلى التزام العمل بروح الرواية المأخوذة عنها الأحداث، وكذلك البُعد الفلسفي الخاص بها. ويشهد المسلسل عودة الفخراني للتعاون مع المخرج مجدي أبو عميرة بعد 16 عاماً من آخر عمل جمعهما وهو مسلسل «يتربى في عزو».
العائلة أولاً
ويرى الفخراني، أن الدراما التلفزيونية تختلف كثيراً عن الأفلام السينمائية، فالدراما يجب أن تكون «بيتوتية» لتجمع حولها الأسرة بالكامل، لأن الهدف الأساسي والأهم هو الأسرة، فمن يقدم عملاً من هذا النوع يجعل المشاهد يشعر بالدفء ولمّة الأسرة.
وقال إنه يراعي دائماً في أعماله أن تكون للأسرة، وهو أمر نابع من تقديره للعائلة وأفرادها، وتجمُّعها في بيت مستقر. وأضاف: «هناك سيناريوهات أشعر بأنني قدمت من خلالها كل شيء، ولذلك أبحث عن الأعمال (الخفيفة) التي تدور في إطار جاد ولها رسالة». وعن مشروع مسلسل «محمد علي باشا» المؤجل منذ سنوات، كشف عن أن العمل يحتاج إلى إنتاج ضخم حتى يظهر للجمهور بالشكل الذي يريده، لذلك من الصعب تقديمه في الوقت الحالي، ويتمنى أن يجد المنتج الذي يتحمس لهذا العمل.
نوافذ جيدة
وحول تقديمه مسلسل من 15 حلقة فقط في رمضان للمرة الأولى، ومدى تقييمه للتجربة، قال الفخراني إنه في عام 1983، قدم سهرة تلفزيونية بعنوان «الرهان» رائعة تشيخوف، وتلقى وقتها إشادات كبيرة واتصالات كثيرة تمدحها، ومنهم النجم الكبير محمود مرسي الذي أثنى عليه وعلى العمل، ولذلك يرى أنه ما دام قالب العمل منضبطاً ومناسباً لعدد حلقاته، إذاً فهو مناسب، وحتى الآن لا تزال السهرة تعيش بيننا ولها مكانتها، وبالتالي عدد الحلقات ليس الأهم بقدر ما تُقَدم الحكاية في قالب متماسك. واختتم قائلاً إن وجود المنصات وانتشارها يثري المناخ الفني، فهي نوافذ جيدة، ولا تشكل أي تهديد على مستقبل التلفزيون، وفي نهاية الأمر، فإن العمل الفني الجيد يصل للمشاهد ويتفاعل معه، بغض النظر عن مكان عرضه.
أزمة كتابة
عن سر احتفاظه بجماهيريته العريضة، قال الفخراني: «عندما اخترت طريق التمثيل، قررت فعل شيء أحبه، وتمنيت إسعاد نفسي، فإذا قرر الإنسان أن يعمل الشيء الذي يحبه ويعشقه، سيحقق نتيجة طيبة ويصل إلى الناس، وقد أخلصت لمهنتي ولجمهوري، وحصدت النتيجة». 
 واعتبر الفخراني أن أزمة الدراما في المقام الأول أزمة كتابة، فالكتاب المتميزون أصبحوا معدودين على أصابع اليد الواحدة، وهم الذين أطمئن للعمل معهم.