محمد قناوي (القاهرة)
ترك المخرج مجدي أبو عميرة، بصمة قوية في الدراما العربية من خلال المسلسلات الرمضانية التي حملت توقيعه، فمجرد وجود اسمه على أحد الأعمال ضمانة كبيرة لجودتها الفنية. ولقبّه الفنانون وصناع الدراما التلفزيونية بـ«الملك». ورمضان هذا العام شهد عودة أبو عميرة إلى الدراما من خلال مسلسل «عتبات البهجة»، بطولة يحيى الفخراني. أبو عميرة له بصمة خاصة في عالم الدراما، فقد أخرج أعمالاً استثنائية خالدة، منها «ذئاب الجبل»، «المال والبنون»، «حارة المحروسة»، «السيرة الهلالية»، «التوأم»، «الضوء الشارد»، «الرجل الآخر»، «الفرار من الحب»، «جحا المصري»، «أين قلبي»، «ملك روحي»، «الحقيقة والسراب»، «محمود المصري»، «يتربى في عزو»، و«القاصرات». وطوال مشواره لم يحصر نفسه في قالب درامي واحد، بل تنوعت أعماله بين التراجيدية والاجتماعية والتراثية والكوميدية والتاريخية والدينية. استكمل دراسته في العلوم السياسية، وكان يحلم بالعمل في الحقل الدبلوماسي، إلا أن مسار حياته قد تغير بالكامل عندما تعرف على المخرج أحمد طنطاوي الذي اختاره ليكون مساعداً له في إخراج مسلسل «محمد رسول الله». كما عمل مساعداً لعدد من كبار المخرجين، منهم محمد فاضل وعلوية زكي. وكان المسلسل التاريخي «الإمام الطبري» أول أعماله عام 1987، بطولة عزت العلايلي، وبعد 5 أعوام أخرج رائعة الدراما العربية «المال والبنون» للمؤلف محمد جلال عبدالقوي، كما تألق في الدراما التراثية من خلال «السيرة الهلالية» للكاتب يسري الجندي الذي أخرج له أيضاً «جحا المصري» بطولة يحيى الفخراني. وبعده أخرج مسلسل «التوأم» بطولة ليلى علوي. في عام 1993 أحدث نقلة نوعية في الدراما الصعيدية، من خلال مسلسل «ذئاب الجبل» لأحمد عبدالعزيز وسماح أنور، وواصل عطاءه مع دراما الصعيد من خلال «الضوء الشارد» لممدوح عبدالعليم ومنى زكي، و«الفرار من الحب» لآثار الحكيم ورياض الخولي. تعاون أبو عميرة مع نور الشريف في «الرجل الآخر» للمؤلف مجدي صابر، وقد حصد المسلسل الجائزة الذهبية من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 1999، وحصل نور الشريف وميرفت أمين على جائزتي أفضل ممثل وممثلة. واكتشف أبو عميرة العديد من نجوم الفن، من بينهم أحمد زاهر، أحمد رزق، أحمد عز، حنان ترك، منى زكي، مي عزالدين، منة شلبي، وحلا شيحة.