خولة علي (دبي)
تتنوع المشروبات التراثية من مجتمع إلى آخر، إلا أنها تظل ضيفاً أساسياً على مائدة الإفطار، وتحتوي على فوائد وقيمة غذائية عالية كونها مستخلصة من الطبيعة، وخالية تماماً من المواد المصنعة، وهناك أيضا المشروبات الجاهزة، والتي تعدهي الأخرى جزء من المشروبات الرمضانية لكن باهتمام أقل.
تؤكد الشيف وسن المشدلي أن الموائد الرمضانية لا تكتمل من غير المشروبات التراثية التي تروي الجسم وتنعشه، وتمده بالفيتامينات والمعادن الضرورية، ويتميز عالمنا العربي بتنوع المشروبات نظرا لتنوع الأعشاب والفواكه.
لبن وتمر
وفق الثقافة الغالبة في المجتمع المحلي، يتناول الصائم كوب لبن مع تمر أو ماء لكسر الصيام، فهذه العادة موجودة في كل بيت وتتبعها أكثر العائلات، ولا يخفى على الجميع فوائد اللبن والتمر وما يمنحانه من شعور بالارتواء بعد ساعات الصيام الطويلة، حيث يحتوي اللبن والتمر على النشويات والبروتينات والأملاح والمعادن، بالإضافة إلى السكريات والفيتامينات، ناهيك عن البكتيريا النافعة التي تحتاج إليها الأمعاء لمواجهة مشاكل واضطرابات الجهاز الهضمي التي تتمثل في عُسر الهضم، والغازات وحموضة المعدة.
«الكركديه»
ومن المشروبات الحاضرة بشكل كبير خلال الشهر الفضيل، «الكركديه» بمختلف طُرق تحضيره والذي يكثر الإقبال عليه خلال الشهر الفضيل في مختلف دول الخليج، مصر، العراق، بلاد الشام، واليمن، لما له من دور مهم في تعزيز صحة الأمعاء وتسهيل عملية الهضم، نتيجة احتوائه على الألياف الغذائية، كما أنه يسهم في تحسين وظيفة الأمعاء، إضافة إلى احتوائه على مضادات أكسدة تحمي من التهابات الجهاز الهضمي.
«قمر الدين»
تضيف المشدلي: يكثر الطلب على مشروب «قمر الدين» لمذاقة الفريد والشهي، فهو من المشروبات المحببة لدى الكثيرين، وله حضوره الدائم على مائدة رمضان، حيث ارتبط بالشهر الفضيل، وتميزه القدرة على تقليل الإرهاق والصداع والوقاية من انخفاض السكر في الدم، الذي يحدث في أول أيام الصيام، ولقمر الدين الكثير من الفوائد الأخرى، مثل الوقاية من عُسر الهضم والأرق وفقر الدم.
وتقول: لا ننسى الزبيب «العنب الأسود المجفف»، الحاضر دوماً على مائدة الإفطار، وهو من المشروبات التي يعتمد نكهة السكر الطبيعي، ويقي من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، لاحتوائه على المعادن والفيتامينات الضرورية لصنع خلايا الدم الحمراء ونقل الأكسجين إلى خلايا الجسم، وله فوائد للبشرة لاحتوائه على مضادات الأكسدة.
«العرقسوس»
ترى المشدلي أن «العرقسوس»، وهو مشروب أسود اللون يتميز بحلاوة ومرارة الطعم في آن واحد، ويصنع من جذر نبات عِرق السوس، أحد أهم المشروبات التقليدية في أغلب الدول العربية، لاسيما في مصر وسوريا، كما أنه من الأصناف الأساسية على مائدة الإفطار في شهر رمضان الكريم، ويحتوي على خصائص مضادة للالتهابات، ويرفع مستوى مناعة الجسم، ويعمل على إصلاح بطانة المعدة وإعادة توازنها، ما يخفف من حرقة المعدة والتي عادة ما تكثر في رمضان نتيجة الأفراط في الأكل.
ويرتبط شراب «العرقسوس» بمشهد البائع بزيه التقليدي المستوحى من التراث العربي، حيث يرتدي الطربوش الأحمر والسترة المطرزة والمزركشة بالخيوط المذهّبة، حاملاً برميله على ظهره ومنادياً بكلمات جذابة وألحان رنانة للفت انتباه المارة في الأزقة، محدثاً بهجة للصغار والكبار.
مشروبات جاهزة
بعيداً عن المشروبات المرتبطة بتراث وعادات الشعوب، نجد مشروبات جاهزة تخفَّف بالماء، يكثر الإقبال عليها في رمضان، وهي تتميز بتنوع هائل. لكن يبقى لكل ما هو مرتبط بالتراث والأصالة، قيمة خاصة عند الصائم ويراها من أساسيات المظاهر الرمضانية.