أحمد عاطف (القاهرة)
في مدينة أوتاوا يتخذ المركز الإسلامي مكانته كواحد من أقدم المساجد في كندا، بطراز معماري مميز وأنشطة مجتمعية واسعة جعلته نقطة لقاء للثقافات، ومنارة لنشر الإسلام الصحيح.
ظهرت فكرة بناء المسجد للمرة الأولى في ستينيات القرن الماضي، ضمن جمعية خيرية لخدمة المسلمين الموجودين في المدينة، وتعليم الأطفال اللغة العربية والدراسات الإسلامية، لكن المسجد بشكله الحالي ظهر في عام 1977 بتصميم من مهندس يُدعى غازي أنور.
معمار عصري
مسجد أوتاوا يتألف من طابقين، أحدهما قاعة الصلاة الرئيسة وتتسع لـ 700 مصلٍ، وطابق آخر للاجتماعات والاهتمام بالأطفال والأنشطة الاجتماعية، إضافة إلى مكتبة تضم كتباً إسلامية وثقافية. وتم جمع محتوياته من أثاث وسجاد وديكورات من بلدان عربية وإسلامية عدة، أبرزها الجزائر، المغرب، مصر، وباكستان، ويتمتع بلمسة حداثة عبر أبواب رقمية وتكنولوجيا التهوية.
المبنى مشيّد بالطوب على لونه الطبيعي، مع نوافذ زجاجية تم ترتيبها في مساحات نصف دائرية كبيرة تضفي مظهراً عصرياً، وترتفع مئذنته 35 متراً وقبته فوق قاعة الصلاة بطراز مميز بلون بني يتماشى مع ألوان المسجد والطبيعة المحيطة به.
يتميز تصميم المسجد داخلياً بالبساطة، وتنتشر فيه لوحات خشبية معلقة مكتوب عليها آيات قرآنية، والمنبر خشبي كبير على الطراز القديم ويحمل آيات قرآنية ويتزين بالفنون الإسلامية.
أنشطة لا تتوقف
بحسب الموقع الرسمي للمسجد، فإن أنشطته لا تتوقف طوال العالم، حيث يتم تنظيم معارض فنية وترفيهية، وفعاليات لطبخ الوجبات الحلال وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين في المدينة، وينظم حملات تبرعات للمتضررين من الكوارث الطبيعية أو الحروب حول العالم. يُقام في قاعته معرض سنوي يتضمن نسخاً مختلفة من المصاحف والكتب الدينية لتبسيط مفاهيم الدين السمح، وملخصاً لأنشطة المسجد وعروضاً للأطفال تعلّمهم الأخلاق الحميدة، كما يشهد مسابقات وأنشطة للشباب تشجيعاً لهم على ممارسة الرياضة.
وفي شهر رمضان والأعياد، يتحول مسجد أوتاوا إلى ملتقى للصائمين لتناول الإفطار الجماعي والتعارف فيما بينهم، حيث يجتمعون على موائد الوجبات المجانية عند الإفطار، أما في الأعياد فيتزين بالمظاهر المختلفة لإدخال الفرحة على نفوس الجالية المسلمة في كندا.