علي عبد الرحمن (القاهرة) 

رائد دراما الجاسوسية، حاوي الدراما الاجتماعية، مخرج الروائع، ألقاب استحقها المخرج يحيى العلمي الذي دخل عالم الفن صدفة. بالرغم من عشقة للفن والأدب منذ الصغر، وإرضاءً لوالده، أكمل دراسة الحقوق، وبعد حصوله على البكالوريوس، دخل عالم الصحافة، وكان لديه من الثقة بأنها ستكون بداية لانطلاقته، إذ كان يقول: إن الصحافة هي البوابة الرئيسة لعالم الفن.
ولحرصه على صقل موهبته وتنمية إمكاناته وقدراته الإخراجية، حصل العلمي على العديد من الدورات التدريبية في الإخراج التلفزيوني في ألمانيا وبريطانيا، كما حصل على دبلوم التلفزيون من لندن عام 1971.
عمل بالسلك الأكاديمي كأستاذ غير متفرغ بمعهد السينما، ومعهد الفنون المسرحية والإخراج الإذاعي، وشعبة الإذاعة بجامعة بالأزهر، فيما كان آخر مناصبه العملية، رئيس الإنتاج الدرامي بمدينة الإنتاج الإعلامي، وحصد جوائز وتكريمات عدة، منها جائزة الدولة التشجيعية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 1982، وجائزة الإنتاج من التلفزيون، وجوائز عالمية من مهرجان «التراشيل» الألماني، واتحاد الإذاعات الأفريقية. كانت له بصمته في المواسم الرمضانية، ما بين قصص الجاسوسية، والدراما التاريخية والاجتماعية، بدأها بمسلسل «أشجان» عام 1970 لسهير رمزي، و«العنكبوت»، تأليف الدكتور مصطفى محمود.
أبدع مسلسل «دموع في عيون وقحة»، و«رأفت الهجان» بأجزائه المتتابعة، والمأخوذة عن وقائع حقيقية من ملفات المخابرات المصرية. ولم يكن أحد يزاحم يحيى العلمي في هذا النوع من الأعمال الدرامية التي تفرد بإخراجها.
أخرج مسلسل «هو وهي»، وكان عبارة عن حلقات منفصلة تناقش قضايا اجتماعية وإنسانية مختلفة، ومسلسل «لا» و«نصف ربيع الآخر».
وقدم السير الذاتية في مسلسل «الأيام» عن قصة حياة عميد الأدب العربي طه حسين، و«العملاق» عن حياة عباس العقاد، إضافة إلى أعمال خالدة مثل «زينب والعرش» و«الزيني بركات».