محمد قناوي (القاهرة)
يمثل الكاتب وحيد حامد الذي توفي عام 2021، حالة استثنائية في تاريخ الدراما المصرية والعربية. هو «ملك الحكايات التلفزيونية»، قدم على مدار رحلته الفنية، عدداً كبيراً من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، تمثل محطات مهمة في تاريخ مصر السياسي والاجتماعي، بحث فيها عن شخصيات غير نمطية، وقدم معالجات لقضايا مستقبلية.
كانت بدايات وحيد حامد في الإذاعة، عبر أكثر من 20 مسلسلاً، أولها «ليلة حظ، نهاية ليل، قبل أن تسقط ورقة التوت، وعندما يموت الخوف»، كما قدم مسلسلات حوّلها فيما بعد إلى أفلام سينمائية، مثل «الإنسان يعيش مرة واحدة، والدنيا على جناح يمامة». وفي التلفزيون قدم 15 مسلسلاً، بينها: «أحلام الفتى الطائر، أوراق الورد، سبع صنايع، الحادث، أبلة منيرة، سفر الأحلام، أوراق الورد، العائلة، أوان الورد».
كانت بداياته في «أحلام الفتى الطائر» عام 1978 مع عادل إمام، وحقق المسلسل نجاحاً كبيراً، ما دفع الزعيم لأن يعتمد عليه سينمائياً، ثم قدم مسلسل «أوراق الورد».
غاب سنوات عن الدراما، وعاد بمسلسل «سفر الأحلام» عام 1986 مع المخرج سمير سيف الذي قدم معه مسلسل «البشاير».
ومن الأعمال الدرامية المميزة التي كتبها حامد وعُرضت خلال شهر رمضان، مسلسل «العائلة» للمخرج إسماعيل عبد الحافظ، و«أوان الورد» عام 2000 مع المخرج سمير سيف، وكتب مسلسل «بدون ذكر أسماء» عام 2013 مع المخرج تامر محسن.
وكانت آخر أعماله الدرامية مسلسل «الجماعة» بجزأيه مع المخرج محمد ياسين.
حقق وحيد شهرة كبيرة وذاع صيته في السينما والدراما التلفزيونية، ولم ينسلخ عن حياة الناس البسطاء. وبحكم نشأته في الريف، ظهرت آثار صدق كتاباته عن قضايا المجتمع.
رحل وحيد حامد قبل أن يكتب الجزء الثالث من مسلسل «الجماعة»، وقبل أن يعيد يحيى الفخراني إلى السينما بفيلم «الصحبة حلوة»، لتأتي نهاية رحلته بعد مشوار من الإبداع استحق عنه تكريماً خاصاً من مهرجان القاهرة السينمائي.