عليك أن تبدأ..
كل ما تُعطى وتُمنح من عافية استمر، رأيت من يبدؤون اليوم في حوار يتطلع كل منهم إلى ظهور الشمس، بدايةً يرفعون من تفاؤلهم وقلوبهم ملأى تنتظر البشارة، إيجابيون في وقوفهم وفي دفء حديثهم، عميق الهدوء فيهم وما عندهم موزع، ابدأ حتى ولو وجدت الجدار مرتفعاً ولن تلمسه وكأن سبباً يحجزك، أمانيك اكتبها بالطول، على الجدار «ابق واقفًا سأصلك» من الضروري تجاوز العقبات التي تعترضك، ابدأ ستحصد من قصة ترويها نجاحاً، ومن قول جميل دواماً، ومن الطريق اليسر والسهولة إلى ما تود، ستجد حكمتك هدفك الذي عملت إلى الوصول إليه ومعه حتى تكتمل صورة البداية.
عبدالسلام بائع «الجريدة» أراه يقطع المسافة من بيته إلى السوق، لا يكل ولا يمل، يبدأ وينتهي يومياً مكرراً خطواته التي يكتشف من خلالها ذاته، سعيد وذو قيمة، عرفت منه قيمة ابدأ، استمر أكثر من ثلاثين عاماً وهو يطوف بسعادة يوزع الجريدة، تنتبه له أحياناً، وأحياناً أخرى تدرك كم لهذا من رزق يكفيه، يقطع صباحه ببدء مسافة طويلة وعمر يمضي وهو لا يعنيه إلا إيصال ما أعطي بأمانة.
أقول له «ما في تعب» يقول «لا» الاعتياد يجعل ما تحمله خفيفاً، وكلما بدأت تصافح السوق والأصدقاء الذين يقدرونك، تعلم كم أنت بما بدأت صحيح، وبابتسامات وبنفس حلوة تزيد من عطائك، أصبحت خطواتي قوية والسوق أنا وأنا السوق، صورتي على جداره الأمامي وصورته في جدار قلبي، نحن أصدقاء، يمنحني خيارات عديدة وتنوعاً، ويمنعني من الصور التي فيها كدر وحزن، لطيف، أحببت قوله ووقوفه الذي يعطي ولا يأخذ إلا ما يكفيه، «شكراً له»، ميزات تأتي أول ما تبدأ، لا تُعطى لمن ملك الإصرار واستمر، لا بد من أن تكون لنا خيارات عديدة في البدء لمواجهة الحياة وظروفها، فقط ابدأ.
الخيارات العديدة تمنحك المكان، تكتب سيرتك، تذهب بك إلى تجاهل الضرورات، إلى تمكينك من اختيار ما يناسبك، تُسهّل عليك القيام بواجباتك الإنسانية تجاه المجتمع والأفراد، وتكون يد عون للآخرين، وما من شك في ذلك تمنحك مشاعر مختلطة بالغبطة، حين تقوم بشيء يسعد ذاتك ويريح بالك، لتكن منهم، ممن يستغني ويغني.
«هدوء وعميق 
تقدير غزير لشجرة 
تحت ظلها الهدوء».