خولة علي (دبي)
من ساحل خورفكان حيث الطبيعة البحرية الساحرة، بدأت علاقة إسراء الحوسني بالبحر، وبحكم نشأتها بالقرب منه تعلّمت الغوص في أعماقه، لتستمتع بمناظره الخلابة، ودفعتها رغبتها في الحفاظ على البيئة البحرية، إلى الغوص بهدف نشر التوعية بحماية البيئة ومزاولة نشاط استزراع المرجان.
النشأة
تقول إسراء الحوسني: ترعرعت على شواطئ خورفكان، ومارست الغوص في مواقعها البحرية المتفردة. ومن خلال رحلات العائلة المتكررة إلى البحر، تعلمت السباحة والغطس مع الوالد، “رحمه الله”، وكان يحرص على اصطحابنا معه دوماً، فأصبحت علاقتنا وثيقة بالبحر. ولا مكان للخوف أو القلق أثناء التواجد في أعماقه، وهكذا تعلمت رياضة الغوص بشكل احترافي في الخارج عام 2010.
مسؤولية بيئية
وتوجه الحوسني شكرها لمدربها الذي طوّر من مهارتها الاحترافية، واستكشاف التقنيات المستخدمة في الأعماق، وتذكر أن مشاركتها في رحلات الغوص أسبوعياً مع مجموعة من المحترفين أكسبتها خبرات ساعدتها على النجاح والتميز.
تبحث الحوسني عن الهدوء والسكينة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية تحت الماء، والتواصل مع الطبيعة والابتعاد عن صخب العالم الخارجي. وقد تبدل لديها هذا الإحساس عندما استشعرت مسؤوليتها تجاه البيئة البحرية والعمل على صونها من خلال القيام بعدة أنشطة من شأنها أن تساعد في نشر التوعية البيئة وتحدي التغيرات المناخية.
جهود عظيمة
وتقول: حجم التلوث البيئي البحري يعتبر قضية مهمة، وبذلت الإمارات جهوداً عظيمة للحفاظ على الحياة البحرية، تزامناً مع استضافة الدولة هذا العام لمؤتمر الأطراف COP28، والتشجيع على التوعية بأهمية حماية البيئة البحرية والمشاركة في حملات تنظيف الشواطئ والبحار وتحقيق الاستدامة.
ومن أنشطتها في حماية البيئة البحرية، تشارك الحوسني بحملات استزراع المرجان وتنظيف الشواطئ وأعماق البحر، وتغرس الوعي البيئي بين أطفالها الـ 4 من خلال اصطحابهم في رحلاتها البحرية.
وتقول: من خلال نشاطي البيئي ورحلاتي لاستكشاف الأعماق، جذبت انتباه أولادي بطريقة غير مباشرة، ما ساهم في توعيتهم بأهمية الحفاظ على البيئة، ونشر الوعي بأهمية صونها من التلوث.
رحلات غوص
قامت الحوسني بعدة رحلات غوص خارج الدولة، بينها في إندونيسيا وقبرص والمالديف، وتعلّمت الكثير من المفاهيم العلمية فيما يخص الغوص، واستكشاف البيئة البحرية من حيث تنوع الكائنات الحية وصفاء الأعماق. كما تبادلت الخبرات مع طلاب الغوص العلمي من الولايات المتحدة الأميركية، حيث تقول: على الرغم من جمال مشاهد الأعماق وسحر الكائنات الحية والتنوع المرجاني حول العالم، إلا أن الغوص في بحر الإمارات له متعة خاصة، حيث إن وجودي في أعماقه يشعرني بسعادة غامرة.
غواصة وباحثة
ترى إسراء الحوسني، أن الغواصين من أكثر الفئات التي تقوم بإزالة النفايات والمخلفات من قاع البحر والشواطئ، حيث يحرص الغواص على حماية البيئة البحرية، ويعلم مدى تأثير المخلفات الضارة على الكائنات البحرية والمرجان.
وتتطلع لأن تصبح غواصة بدرجة باحثة لتسهم في جمع البيانات والمعلومات العلمية عن الحياة البحرية، وتشارك في برامج البحث والمراقبة، وتتعاون مع العلماء والباحثين لفهم أسرار البيئة البحرية وتأثير التغيرات المناخية عليها.
فريق نسائي
توضح إسراء الحوسني، أنها محظوظة، فما أن بدأت مسيرتها في عالم الغوص كلفها نادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية بتشكيل أول فريق نسائي معتمد في المنطقة، وهذا النادي يقوم بدوره في توفير بيئة آمنة للنساء الإماراتيات بممارسة هواية الغوص، وجميع الرياضات ذات الصلة بالبحر.