خولة علي (دبي) 
الفنانة التشكيلية فاطمة الحمادي، وظفت الحروف العربية كمفردة تشكيلية بصرية، لتمزج بين الأصالة والحداثة، فالحروف لها قيمة تشكيلية بديعة تفاعلت مع جماليات اللون، لتقدم لوحات فنية بمظهر تجريدي معاصر، وتخرج عن المألوف والصورة النمطية للوحات الخط العربي، منطلقة من مفهوم فن الحرفيات التشكيلية، في ترويض الحروف ضمن توليفات وإيقاعات حملت الحروف بصرياً نحو العمق لتظهر بانسيابية لونية بديعة. 

تناغم وثراء
هذه الزخرفة التي تناغمت مع مزيج لوني بديع، لترسم لوحة فنية ثرية في مظهرها، ورغم كون الحروف توزعت وتناثرت وتمازجت لتعطي جمالية أكثر وبعيدة عن تشكيل الجملة أو الكلمة، فالمعنى غير مهم في هذا الفن الذي تسبح فيه الحروف دون قيود أو حدود، لتمسك زمام حركتها فرشاة الحمادي منطلقة من هاجس الشغف والانغماس في أعماق هذا الفن. 
لقد أثبتت الحمادي تميزها وإبداعها بعد زخم البحث والخبرات الواسعة بمختلف المدارس الفنية، وفي مجالات فنية شتى احترفتها، إلا أنها وجدت طريقها في فن المدرسة الحروفية التشكيلية التجريدية، منطلقة بحسها في التعاطي مع الحرف، مشيرة إلى أن مجال الإبداع في هذا الفن متسع وبعيد عن التقيد بقوانين الخط العربي، خصوصاً الخط الديواني الذي يتميز بمرونته التي تلهم الفنان وتدفعه للانطلاق بإبداعه. 

محلية ودولية
شاركت الحمادي في عدة معارض فنية محلية ودولية، منها معرض كنوز في لندن، والمعرض الثقافي في المالديف، إلى جانب ورش الرسم الحية بالسوق العالمي في برلين، وأيضاً المشاركة في التجمع الفني في ليتوانيا، بالإضافة إلى إبداع جداريات عملاقة تثري جماليات الخط العربي في دول قطر والأردن وألمانيا، لافتة إلى أن الإمارات أصبحت اليوم تستقطب فناني العالم للمشاركة في فعاليات متنوعة بأنحاء الدولة، إضافة إلى وجود معارض فنية ثابتة مثل «الجاليريات» التي تستقطب الفنانين العالمين، لاستكشاف أنواع الفنون. 

استثمار المواهب 
من أبرز إنجازات الحمادي، مساهمتها في وضع منهج خاص بالفنون كقاعدة أساسية لبناء أجيال واعية بأهمية الفن وقيمته في تنمية وتطوير المجتمعات، واستثمار المواهب من الشباب في دفع عجلة التنمية، كما شاركت بإحدى لوحاتها في مزاد كريستي العالمي، إضافة إلى حضورها بفعالية جداريات الجرافيتي، وجداريات الألوان المضيئة، فضلاً عن تسجيلها لرقم قياسي جديد بمشاركة فريقها في عمل جدارية بتقنية الاستنسل. 
وقد حرصت الحمادي على استضافة عدد من الفنانين العالمين للاستفادة من تجاربهم في عالم الفن، لنقل خبرتهم للفنانين الشباب، عبر تنظيم ورش ودورات تخصصية، وإقامة معارض للفنانين الواعدين والراغبين في إبراز أعمالهم في الساحة الفنية.

دور المرأة 
تؤكد فاطمة الحمادي أهمية دور المرأة في تطوير وتنمية مجتمعها، من خلال إسهاماتها في مجالات الحياة المختلفة، مثمنة دور دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة في ما حققته من إنجازات ونجاحات مستمرة، أسهمت في وجودها على الساحة الفنية محلياً وعالمياً.