لكبيرة التونسي (أبوظبي)
يرسّخ «مهرجان التراث البحري 2024»، الذي تنظِّمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، بمنطقة «ع البحر» على كورنيش أبوظبي، موروث التراث الساحلي لدى النشء، ويعزز دورهم في التنمية، حيث خصص لهم مساحة كبيرة للتفاعل في مختلف أقسامه من فنون وموسيقى وتطوع وألعاب شعبية واستعراضات، إضافة إلى عرض مشاريعهم المستوحاة من البحر ومنحهم فرصة التعلّم ضمن برنامج «التعليم المهني» الخاص بالتدريب بالغوص في أعماق التراث، واكتساب الخبرات من جيل إلى جيل، إلى جانب دعم «سفراء المهرجان»، وهم مجموعة من الشباب يقومون بأدوار الإرشاد والمشاركة في مختلف أنشطته التفاعلية.
توعية وتثقيف
خالد الحمادي، فني استزراع اللؤلؤ في هيئة البيئة - أبوظبي، يستعرض عملية تلقيح المحار أمام الجمهور عن طريق وضع النواة في الغدة التناسلية للمحارة، ويتم إرجاعها إلى البحر، لتمكث سنتين وبعد هذه المدة يتم حصد اللؤلؤ، مؤكداً أن دوره في المهرجان تثقيفي وتوعوي، حيث يحيي التراث بطرق مستدامة، ويسلط الضوء على إرث الأجداد من أهل الساحل.
«الطواشة»
أما علا العلي، فهي شغوفة بعالم اللؤلؤ والحفاظ عليه كتراث مستدام، مؤكدة أنها ورثت هذا الشغف عن عائلتها، وهي متواجدة حالياً في جناح الفردان بالمهرجان، لتعرّف الجمهور على مفردات التراث الساحلي وتاريخ اللؤلؤ وكيف كانت البدايات، وأضافت «استلهمت هذه الأفكار من العم مصطفى الفردان الذي مارس المهنة بعد أن ورثها عن والده وأجداده، ويعمل جاهداً من أجل استدامة هذا الموروث ونقله إلى أبناء عائلة الفردان، لما يتوافر عليه من معلومات قيمة في عالم اللؤلؤ، وهو بالنسبة لنا وللباحثين مرجع أساسي، الأمر الذي شجعها على الدخول إلى عالم «الطواشة»، الذي كان يقتصر على الرجال.
بائعة صغيرة
مريم القبيسي، بائعة صغيرة السن، ترافق جدتها وتساعدها في بيع المنتجات والمواد التي كان يستعملها البحارة في رحلاتهم، مثل التمر والسحناه والتوابل، وغيرها من المنتجات التراثية، مؤكدة أنها استلهمت هذه الأدوات من حياة الأجداد ومن أهل الساحل، وهي شغوفة بالبحر وترافق والدها في رحلات الصيد، حتى أصبحت تجيد الصيد بالخيط وبالصنارة.
متحف بحري
الشاب الإماراتي زايد سلطان القبيسي، مهندس مشاريع في أحد الدوائر الحكومية، ورث شغف حب التراث البحري عن أجداده، وهو يمتلك أنواعاً عدة من الأسماك، إلى جانب الأصداف بمختلف أشكالها وأحجامها داخل متحفه الخاص، وقال «أجمع هذه الأسماك وأقوم بتحنيطها، للحفاظ على شكلها الطبيعي، ومنها سمك «الثقل»، و«القرقمبة»، وهي سمكة من بحر الفجيرة، و«أم المنادب» من فصيلة القرش، موضحاً أنه يقوم بتحنيط الأسماك عن طريق متخصص، مشيراً إلى أنه ينتمي إلى المنطقة الغربية الغنية بالأسماك والأصداف والمحار، وتأتي مشاركته في المهرجان من أجل التعريف بثقافة وتراث البحر الذي يعتز به، كما يتوافر على «المالح» والذي جهزه بطريقة عصرية، باعتباره أكلة تراثية كانت ترافق البحارة في رحلاتهم الطويلة، إلى جانب التمر والعيش الأبيض.
«اليم»
بإمكان الزوار التجول في «الفرجان» والتسوق ضمن مجموعة منتقاة بعناية من المتاجر، تضم منتجات بحرية مختلفة، حيث قال خليفة المجيني، المشارك إلى جانب شقيقته بمنتجات عصرية تحت اسم «اليم»، إنه ورث شغف حياة البحّارة عن أهله، حيث تختزن ذاكرته صوراً من الحياة في بيت جدته الذي كان يطل على الشاطئ، مؤكداً أن «مهرجان التراث البحري» فرصة ثمينة لتبادل الأفكار والترويج لمختلف مشاريع الشباب المستدامة.
سفراء المهرجان
أما «سفراء مهرجان التراث البحري»، فهم يتواجدون في أرجاء المهرجان، لإرشاد الزوار إلى أماكن الفعاليات المختلفة، وهم من فئات عمرية عديدة، بينهم طلاب وخريجون وكبار سن وأفراد من أصحاب الهمم، حيث يخوضون تجربة تعليمية تفاعلية استثنائية.
برنامج تعليمي
ضمن برنامج تعليمي أطلقه مهرجان التراث البحري هذه السنة، تكريماً للأجيال الأكبر سناً، والتي تعمل على نقل معارفها وخبراتها للأجيال، يتم اختيار شباب من خلال دعوة مفتوحة للمشاركة في ورش خاصة بصناعة «القراقير» و«الديين» و«فلق المحار»، وغيرها من الحرف الأصيلة، وذلك للتعرف على أسرار الحرف البحرية.
«المالح»
حمدة عبدالله آل علي تعرض أنواعاً كثيرة من «أجار المالح» و«سناك روبيان» بأعواد البطاطا، و«سحناه» و«آجار» المالح بالقباب الحار والطبيعي، مؤكدة أنها ابتكرت العديد من أصناف المالح والآجار للحفاظ على موروث الأجداد، والتي يتم تناولها مع الأرز الأبيض، كونها وجبة صحية طبيعية خالية من المواد الحافظة.