الأشياء النادرة لا تخرج من القلب، تجد دفئها في الأعماق..
«كل التفاصيل على البال».. 
نحتفظ دائماً بالأوقات المميزة التي كلما وددنا السعادة ذهبنا إليها، نحث الخطوة على الإسراع، نلتقيها، نبسط لها سرور القلب وما يؤنس، «كشكول» الذكريات المليء قصصاً وحكايات مواقف وتميز الذي لا ينسيني أصدقاء المدرسة، حيث الفريج والطفولة، التي تميزت بالسلم والعفوية، ومعلمين أخذوا بأيدينا إلى ما نحن فيه من توهج وعطاء، أوقفونا أمام ميكروفون المدرسة والحياة، وأمام عدد كبير من الطلاب في فناء المدرسة صباحاً، نلقي قصيدة ونشارك في فعاليات وحوارات، وهم من حولوا رجفة البرد إلى دفء ولقاء عاطفي ودرس الحصة الأولى، قالوا لنا هذا الطريق وهذا شعور القلب. 
 تقدير واحترام للأشياء الصادقة التي تخرج من القلب من غير حاجز وممنوع، ودرب سهل جميل يضعنا في السكون الوافر، الذي يجمعنا بالنادر من الوقت وما نأمل في تحقيقه، أشياء القلب الباقية المخلصة هي انتظاراتنا في محطات العمر، أشياؤنا هي ظل الحكاية العميقة فينا، والتي نرويها بصدق، أشياؤنا الغالية يحميها القلب ونحفظها، وهي الدليل إلى عالمنا الذي سنروي الأجمل منه للقادم الأهم منه للأجيال، من كل الأشياء الباقية المتعافية التي نذهب إليها تزيدنا ثقة بما ادخرناه من عمل طيب قدمناه أو قُدم لنا وحمدنا الله عليه، مثل صباحتنا التي تشرق الشمس ونحن في تفكر ويقظة بأن النور وضوح نحن اكتسبناه.
من القلب لكل من أنجز وخرج من ضيق إلى واسع سعى ونال الإنجاز وما يرضيه، إلى أبي عادل الرجل الذي حمل حقيبته وابتعد بها إلى أسراره العميقة التي يأخذها إلى الأعماق كي تدفأ وتتدفق، الرجل الذي قادني إلى وصف النور من دون الحاجة إلى استخدامه.. قال أبصر في داخلك تجد نهاراً بأكمله، بإمكانك أن تبصر ما في داخلك من دون الآخرين. 
من القلب إلى الغرفة التي وضعتُ على جدارها صورة مدينة صغيرة وظلت أمينة تعتني بها وتحفظها، الغرفة كلما نظرت وجدت اللوحة فيها قراءة جديدة وحياة تتجدد وسعة تزداد ألوانها جمالاً ورونقاً، من القلب إلى كل الأشياء في صدري التي تخرج بي من العزلة وتظهرني لي، تقرّبني من المجتمع، أسعى وأعمل معه ونتقدم 
من القلب.. 
إلى: «شجرة بيتنا القديم، حارسة الباب، وأصحابي الذين لم تغيرهم الظروف».