محمد قناوي (القاهرة)
أكد ظافر العابدين أن أحداث فيلم «إلى ابني» الذي قام بإخراجه وشارك في كتابته، يدور حول مواطن سعودي يحمل الجنسية البريطانية ويقيم في لندن مع ابنه البالغ من العمر سبع سنوات، وبعد وفاة زوجته، يترك وظيفته وحياته ويصطحب ابنه إلى المملكة العربية السعودية التي لم يزرها منذ أن غادر بلدته «أبها»، قبل اثنتي عشرة سنة، وشعر أشقاؤه بسعادة عارمة لعودته، لكنّ والده لم يسامحه لتركه العائلة، ويشك في دوافع عودته، فهو لم يخبرهم بالحقيقة كاملة.
فكرة راودتني
قال ظافر: «هذه هي المرة الثانية التي أخوض فيها تجربة الإخراج والتمثيل، وأن فكرة الفيلم راودتني منذ أربع سنوات حينما زرت المملكة العربية السعودية للمرة الأولى، وبشكلٍ خاص منطقة أبها، ولم يكن لديّ فكرة مسبقة عن المكان، وفوجئت بأنه جميل للغاية وتضاريسه مختلفة لم أكن أتوقعها، وحينما تم طرح قصة الفيلم شعرت بأن مناخ أبها مناسب لسرد قصة العائلة المحافظة المترابطة، وبدأت كتابته قبل عام ونصف العام».
وأوضح العابدين أنه لم يجد صعوبة في لعب دور رجل سعودي، وكان الأهم لديه هو احترام الثقافة وفهمها والدخول في تفاصيلها، وعادات العائلة، بما يشمل طريقة الجلوس والكلام والتواصل بينهم، وقضيت 4 أشهر في أبها لفهم كل ذلك وتأمل حياة الناس، التعامل بينهم، وكيف يتحدثون ويتصرفون، بعدها أصبح الموضوع لديه سلساً للغاية.
وعن أدائه للهجة السعودية، أشار إلى أن اللهجة تفصيلة في عمل الممثل ولا بد أن يعمل عليها، وتحتاج مثابرة لتصل إلى نتيجة إيجابية، والمهم ألا يركز المشاهد مع اللهجة بقدر تركيزه مع القصة والشخصيات، فلا بد أن يعطيها حقها.
تجربة الإخراج
وعن تكرار تجربة الإخراج، قال ظافر: بدايتي الفنية في تونس كانت من خلال عملي كمساعد مخرج قرابة العامين، ولديّ شغف منذ سنوات للإخراج وخوض تجارب إخراجية جديدة تعتمد على النص الذي يجذبني ويحمسني للقيام بالتجربة مجدداً دون أن يؤثر ذلك على مشاركاتي التمثيلية.
وأضاف أن عمله بالإخراج أفاده كممثل، فالشخصية من منظور الممثل تختلف عن رؤية المخرج، وفترة العمل بالإخراج والتمثيل بالوقت نفسه كانت تجربة استكشافية لي من خلال النظر بعيني الممثل والمخرج، ولكن عين المخرج ورؤاه هي الأهم والمحرك للعمل الذي أشارك فيه كممثل.
واعترف ظافر بأن المشاركة في كتابة الأعمال التي يخرجها تُعد تجربة صعبة في التنفيذ، ولكن ما ساعده على التوفيق بين كل الجوانب، وجود فريق عمل لديه الحلم نفسه بتقديم هذا الفيلم، والشعور بأهميته والتكاتف لتوصيل الفكرة للجمهور.
إماراتي مصري
من جانب آخر، يرى ظافر أنه حقق حلمه بتقديم عمل سينمائي عن قصة إحسان عبد القدوس «أنف وثلاث عيون»، إنتاج إماراتي مصري، خاصة أن الفيلم تم عرضه في مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الأخيرة، ونال خلالهما استحسان الجمهور والنقاد.
وتدور أحداث العمل حول جراح تجميل مشهور في أواخر الأربعينيات من عمره، يلجأ إلى طبيبة نفسية، يشرح لها الصراع الذي يعيشه بعد تورطه مع فتاة أصغر منه سناً، وهذا ينقلنا بشكل ساحر إلى عالم رجل ممزق بين ثلاث نساء.
واعتبر العابدين دوره في الفيلم تحدياً كبيراً ومختلفاً عما قدمه من قبل في السينما المصرية، وأنه دائما ينتظر الأدوار المركبة، ويستطيع من خلالها إظهار أدواته، وأنه تعامل مع الفيلم كأنه يتم تقديمه للمرة الأولى، واعتمد على النص الجديد الذي كتبه السيناريست وائل حمدي، لكن المعضلة أن الشخصية أصبحت أصعب من الزمن الذي تم فيه كتابة الرواية.
معايير الاختيار
شدّد ظافر العابدين على أنه يختار العمل الذي يشكل له إضافة؛ لأنه سيبقى في التاريخ، ويحب أن يكون موجوداً في السينما المصرية، لكنه يتعامل مع العروض التي تأتيه بمعايير معينة، وعندما عُرض عليه سيناريو «أنف وثلاث عيون» وافق على الفور دون تردد، وأن غيابه عن السينما مقارنة بالدراما؛ لأن ما يعرض عليه ليس الأدوار التي يتمناها في عالم الفن السابع؛ لذلك كان تركيزه أكثر على الدراما.