شاعر يكتب أغنية للماء، وأخرى يكتبها للضوء.. نعم، هناك من يمنحك القدرة على الخروج من دوائر الظن ويتركك في مساحة للتفكير، تقودك إلى التأني واتخاذ قرار الحياة، في المكان الذي تكون فيه القصيدة، يكون هناك عالم تبعث الحياة داخله وبين بيوته، حياة متألقة تُولَد منها القصائد والكلمة حين تتنفس الحب والصورة، حين تنمو بفخر، الكلمات لمايد بن سلطان الخاطري، الصديق ذو المواقف الإنسانية التي لها ما يوصف من صدق التعبير، ومن ما يدخره من معرفة تخرج من إرث مخبأ وقدرة شعرية فذة في قصائده، الحُبّ والحُزن والأمل واليأس صوتٌ شاعري يتردد صداه في أعماق أنفسنا، يقودنا نحو البحث عن معاني الحياة، الوطن حاضر بكل معانيه السامية الإمارات الحبيبة في قلبه وقصائده.
الوطن أغاني الحب، للوطن «الغلا»، والوطن فخر وعز، وأرضك، يحصنك، اختزل معنى الحياة في كلمة، الوطن في بيت شعر، الشاعر ماء، والشعر كلمة تستحق التأمل، قادرة على التحاور والتجاوز والتحمل، هو عين ترى الوضوح الكامل.
ياعاذلين الهوى خلوه/ يلعب بقلبي على كيفه/ بتحمل الصد والمشروه منه ولو زاد تعنيفه/، على حين غِرة يأتي مايد يحاكي الروح، يصافح القلب، «يا عاذلين الهوى خلوه» من الجماليات تأتي العزلة، حكمة الشاعر، ومن حكمة الشاعر ترسم المدن صورها، ومن حروفه تضيء العقول، ومنه يخرج بثمارها الطيب، هو الأرض ومشاعرها، والشاعر أحاسيس الورق ومن بين سطور القصيدة يسطع النور، مشاعره لا تسقط تبني منازل من صدق ما فيها.
الأستاذ والأخ مايد، بئر لا ينضب للحياة على شكل قصيدة، فكل مرة نقرأ فيها قصيدةً جديدة نجد فيها معنى جديداً يطرق أبواب قلوبنا، يأخذنا إلى غفلتنا على شاطئ البحر، حيث الموجة التي تصطدم بنا فننتعش من جديد. 
حين يأتي الليل بالوحشة في الضمير تغزوه، تأتي قصيدته تنير ليلنا، وحين «قند» دلال مشاعره الفاتنة، وجدنا قصيدته «ابسم وكلمني وخذ قلبي إهداء عادي مدامك ساكنٍ فيه شله»، كلمة للحياة والشعر يحب الوطن والوطن في قلبه، وإذ نحن نقرأ الشعر نجدنا ممتنين للشاعر وله منّا التقدير، والشعر وفاء لا يتوقف للأكثر، الشعر يبتسم، وللقلوب يهمس في أذن الحياة، ويأذن بالاستمتاع والوصف، صور مأخوذة من مشاعر قلبه، ولا يهجره التفاؤل، الشعر صديق الحياة وبهجتها.