«يا طيب القلب يا قلبي أذكرهم، وتحملني همهم اللي غابوا»...
نشبه التفاصيل اليومية قريبين من كل حدث يعيدنا إلى الأشياء المفقودة ذهولاً للحظة وبقاء اليقين، الغائبون بيننا نقترب منهم كلما ذكرنا المكان وفي حضور الغياب كراس القلب ممتلئ حنين وأشواق، نقترب كلما مسحنا على صدر الندم انقطع تواصلنا وصرنا ورقاً مكتوباً فقط في سجل من حضروا من غفلة البعد. 
يشد انتباه الغياب ونُحضر القريبين، هم نظر العين بيننا وبينهم روابط وشجون وليل، تكثر الأسئلة كيف نعود ونحن جفاف وفي الريق موالح، لكن الأيام الراسخة بالطيب لا تُغيب أحداً، الشمس عنه لا تغيب ينهي الكلام من يبدأ ويبدأ كلما الروابط القوية تقربك من الحياة القريبة منهم، التي تعني لك أمنية وبشارة خير، وهم صوت مشاعرك يأتون بالأمل وبابتسامة تفاؤل تعيدك إلى تلك الحياة التي غابت، تحدثك عن حياة من غابوا وهم بقربك.
«موزة بنت عبيد» رحمها الله، جدة أولادي، كنت كلما ذهبت إلى السلام عليها وجدت عندها التجربة والسنين والمعاني، أغيب وأجد عتبها حنين الجدات الطيبات الذي تحب أن تسمعها تقوله في العتب الذي يشفي كل «عوق» بشكل لا يوصف، جمال تحبه، حيث ستجد من الحكاية، العبرة، وحكمة الآمنين المتوكلين، تجد على مائدة ضيافتها الممدودة السؤال عن القريب والبعيد والترحم على من رحلوا، من الصابرين تقول «الحمد لله على كل خير»، رحمها الله تعرف أهمية كيف تعذرك؟، وكيف تصبر؟، رحلت تاركة الحياة لكن مشاعرها حاضرة لا تغيب، ما زالت تحدثك بكل تلك الحكمة والأعذار، حياة تقربك من الغياب، مكان جلوسها يرفض الجلوس عليه لأنه يفتقدها، كلما نظرت له وجدتها تقول «تفضل حياك»، كرم الجدة الذي لا يعوض والعمة التي لا تتكرر، رحلت يوم الثلاثاء 21 نوفمبر 2023.
حتى المكان الأصيل أطباعه لا تتغير، لو طال البعد يذكرك، يقربك من التفاصيل، سدرة الأيام في مكانها خضراء تنتج لك جديد الحياة وترسل عطرها في ليل الهدوء، من زَيّن حديثه بطيب الكلام لا يرحل، باقٍ يأخذ منك انتباهك ويهديك الحياة التي تذهب تبتغي منها الهدوء في السمع والنور، في النظر الحياة والغياب صوتان في تجاهك كلما اقتربا ثقل الحظ وازدان بالانتظارات يحدثك ويسمعك. 
«القُرب من الغياب»
هناك حيث عيون الأحبة تستقر/ والحياة طازجة في حقل/ حيث الحنين مزدهر/ ومؤجل/ الانتظار حفار محترف/ في دفتر المواعيد أقف/ أزن السنوات/ المترهلة على الأصابع/ أتداخل كأي اشتباك/ على مقربة من الحدث/ من الغياب.