طه حسيب (دبي)

بملابسهم الملفتة، وملامحهم القوية، يشارك «السكان الأصليون» في فعاليات «كوب28»، ويتجولون في المنطقة الزرقاء بمدينة إكسبو دبي، حيث مكان انعقاد النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف، في إطلالة تحكي الكثير عن مخزونهم الثقافي وأهميتهم في حماية الطبيعة والتوازن البيولوجي بالكوكب، خاصة أنهم يعيشون على مساحات كبيرة تتمتع بالتنوع البيولوجي، وفي مناطق تحتوي 80 في المائة من التنوع البيولوجي في العالم.

وفي التاسع من أغسطس كل عام، يحتفل العالم بـ«اليوم العالمي للسكان الأصليين»، ويمكن اعتباره فرصة مهمة للتركيز على ما يعانون من تحديات خاصة في مواجهة الظروف المناخية القاسية، التي تبدد سبل عيشهم، وأيضاً الأنشطة التجارية التي تحرمهم مجتمعاتهم، إضافة إلى التحدي الثقافي المتمثل في فقدانهم لغاتهم الأصلية. 
وينتشر السكان الأصليون في 70 بلداً حول العالم، ويبلغ عددهم 370 مليون نسمة، ويمثلون 5000 مجموعة سكانية، ويعد حوض الأمازون بمفرده موطناً لنحو 400 مجموعة مختلفة من السكان الأصليين، ويدخل دفاعهم من أجل استعادة أراضي الأسلاف وحق إقرار المصير والتمتع بحقوق الإنسان في صميم مطالبهم.

وسائط الإعلام
وفي البرازيل وحدها يوجد 1.69 مليون نسمة من السكان الأصليين. وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن دول أميركا اللاتينية مجتمعة يعيش فيها 42 مليون نسمة، ومن بين البلدان التي تضم أكبر عدد من السكان الأصليين المكسيك وغواتيمالا وبيرو وبوليفيا، والتي تمثل مجتمعة أكثر من 80 في المائة من المجموع الإقليمي للسكان الأصليين، والدول الأربع لديها قرابة 34 مليون فرد من السكان الأصليين.

هؤلاء السكان، أول من يتعرض لتداعيات التغير المناخي، ويشكلون مختبراً حياً من خلاله نستطيع إدراك خطر التغير المناخي على المجتمعات البشرية والموائل الطبيعية للكائنات الحية، كونهم يعيشون بمناطق مهددة بالمخاطر، كالمناطق الجبلية والقطب الشمالي والغابات والأراضي الجافة، وهم غالباً أول من يعاني آثار التغيرات المناخية، لذلك فإنهم ليسوا ضحايا ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم وحسب، بل إنهم يلعبون دوراً حاسماً في تدعيم التكيف العالمي إزاء التغيرات المناخية.
ولدى السكان الأصليين مخزون ثقافي كبير يتضمن لغات وتقاليد ورقصات شعبية وأزياء وإكسسوارات وأنماط في الزينة والتجميل، منها 560 لغة أصلية، لكن المشكلة أن هذه اللغات تتعرض للانقراض، حيث إن 1 من كل 5 من السكان الأصليين فقدوا لغتهم الأم خلال العقود القليلة الماضية. 26% من اللغات الأصلية معرضة لخطر الانقراض.