تامر عبد الحميد (أبوظبي)

في 2 ديسمبر من كل عام، تتحول الاستوديوهات الفنية إلى ملتقى أهل الفن وصنّاع الأغنية من شعراء وملحنين ومطربين وموزعين، لتنفيذ أغنيات وطنية، احتفاءً بعيد الاتحاد لدولة الإمارات، حيث تعزز الهوية الوطنية والموروث المستدام، منذ بداية هذا النوع من الأغنيات التي حققت عبر الزمن حضوراً قوياً في المشهد الفني، منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، من خلال إبداعات الفنان الراحل جابر جاسم، إلى أحدث الأغنيات التي نفذها مؤخراً حسين الجسمي بعنوان «يدوم عزج».
تسهم الأغنيات الوطنية المستدامة في بناء جسر فني كنوع من المشاركة في حب الوطن، ويجتمع صناعها لاختيار أجمل الكلمات وعزف أعذب الألحان تعبيراً عن انتمائهم للوطن الغالي، وقد تميزت الأغنية الوطنية بتاريخ حافل على مدى أكثر من 5 عقود، ولعبت دوراً كبيراً في غرس روح الولاء بين أبناء الإمارات، لتواكب مشهداً وحالة إنسانية وشعورية، تبقى دائماً عنواناً للاحتفالات الوطنية. وقد ساهم «الثالوث الإبداعي»، الشاعر والملحن والمطرب، في صناعة أغنيات تعكس فرحة وطن، وشعب يزهو باتحاده ويعتز بقادته.

رسائل وقيم وتراث
نجح صنّاع الأغنية الإماراتية في تطوير تنفيذ الأغنيات الوطنية والتأكيد على استدامتها، وإحداث ثورة فنية ساهمت في نقل الموسيقى الإماراتية كجزء من الموروث، محملة برسائل القيم والتراث والتقاليد. وكان في المقدمة الفنان ميحد حمد الذي اشتهر برائعته «الله يا دار زايد» التي يتغنى بها بعض الفنانين في مختلف المناسبات الوطنية، ليقدم بعدها مجموعة من الأغنيات الوطنية المتميزة بينها: «فرحة وطن»، «رموز العز»، «أجمل بلد»، «الوطن» و«داري علمها».

معاني الولاء
الشاعر علي الخوار يحرص دائماً على وجوده وحضور الفنان الإماراتي في المناسبات الوطنية، خصوصاً في عيد الاتحاد، حيث يبدع بأنامله في كتابة أغنيات وأوبريتات وطنية تؤكد دور الفن في ترسيخ معاني الولاء والانتماء. وقد تعاون في العديد من الأغنيات مع نخبة من الفنانين، أبرزها: «في القلب حبك ترسخ يا بلادي»، لميحد حمد الذي غناها ولحنها عام 1989، «عشق القلوب» و«كلي فخر إماراتي» لحسين الجسمي، «علم الشموخ» لعيضة المنهالي، «البيت متوحد»، «هذا علمنا» و«رفّ يا عَلم» التي أداها كل من فايز السعيد وفيصل الجاسم وبلقيس ووليد الجاسم وعلي إسماعيل.

أوبريتات هادفة
الأغنيات الوطنية بمثابة تجديد للولاء والانتماء، وتأكيد على محبة الوطن، بحسب ما أكده الخوار. وقال: «القصيدة الوطنية تنضج وتتطور مع نضوج الشاعر واكتسابه تجارب ومفردات أكبر خلال مشواره، وأتشرف بتنفيذ أوبريتات وأغنيات وطنية هادفة، تدخل الفرحة في النفوس، وتعبر عن فخر كل إماراتي بوطنه». 

تلاحم وطني
«إماراتي وافتخر»، «ولاء وانتماء»، «إماراتي وفديت اسمك»، «نفداج يا دار»، أغنيات وأوبريتات وطنية تولى تنفيذها وأداءها الفنان والملحن فايز السعيد على مدار السنوات السابقة، ونالت رواجاً لافتاً. وأكد السعيد أنه يحرص كفنان على وجوده المستمر في المناسبات والمحافل الوطنية، ويطوع إبداعاته في خدمة الوطن وتنفيذ أعمال وطنية تجسد مشاعر الاتحاد، والتكاتف المجتمعي والتلاحم الوطني بين أبناء الإمارات، وتعزيز الشعور بالانتماء وتجديد الولاء للوطن.

«وطني عمري»
الفنانة أريام جهزت أغنية جديدة احتفاءً بعيد الاتحاد الـ52، بعنوان «وطني عمري» من كلمات علي المهيري وألحان فايز السعيد، ومن المقرر أن تبثها عبر الإذاعات المحلية تزامناً مع احتفالات الدولة بعيد الاتحاد، وذكرت أنه من المقرر أن تشارك أيضاً في احتفالات السفارة الإماراتية في كوالالمبور. وقالت: «المشاركات في المناسبات الوطنية، أقل ما يمكن أن يقدمه الفنان للوطن الغالي، وأكون في غاية السعادة والفخر عندما أجتمع مع زملائي الفنانين لتنفيذ أعمال وطنية، نعبِّر من خلال كلماتها عن مدى محبتنا للإمارات».

«وطننا»
هزاع الرئيسي كشف أنه يحضر حالياً لعمل فني وطني جديد، من المقرر أن يصوره على طريقة الفيديو كليب بعنوان «وطننا» احتفاءً بعيد الاتحاد الـ52، وهي من أشعار علي بن سالم الكعبي، ألحان وغناء الرئيسي نفسه، وتوزيع إبراهيم السويدي. وقال: «الأعمال الغنائية الوطنية تؤكد المحبة الكبيرة والولاء العظيم للوطن الحبيب الإمارات»، معبراً عن فخره بخدمة الوطن من خلال الأعمال الفنية والقصائد الوطنية المغناة التي يقدمها على مدار العام. وأشاد بالملتقى الفني الذي يحدث سنوياً بين صنّاع الأغنية، لتنفيذ هذا النوع من الأعمال الفنية التي يكون لها وقع مختلف عن الأعمال العاطفية والإيقاعية السريعة الأخرى.

«هذي بلادكم» 
وهنّأ الفنان فيصل الجاسم الإمارات بعيد الاتحاد الـ52، مشيراً إلى أنه ينتظر مثل هذه المناسبات الوطنية في كل عام، لإظهار مدى حبه وانتمائه لوطنه الغالي، من خلال الأغنيات التي ينفذها وتحمل كلماتها كل معاني الولاء للإمارات. وكشف أنه نفذ أغنية جديدة بعنوان «هذي بلادكم» من كلمات علي الخوار وألحان فايز السعيد، ويقول مطلعها: «أقسم بالله ثم ترابك.. ما أرضى في الكون إلا بك.. عزي وفخري مجدي وطني».

«يا موطن أجدادي»
حققت الأغنية الوطنية حضوراً قوياً في المشهد الفني، في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، من خلال إبداعات الفنان الراحل جابر جاسم، الذي قدم العديد من الأغنيات الوطنية المحفورة في الذاكرة حتى اليوم. وقد أسهمت في غرس روح الولاء والانتماء، ومنها: «للإمارات أغني»، «اسم الإمارات يا بلادي» و«يا بلادي يا موطن أجدادي».

«اسأل التاريخ» 
كشف الفنان الوسمي، أنه يستعد لإحياء بعض الحفلات الوطنية في أبوظبي ودبي احتفاءً بعيد الاتحاد الـ52. وقال: حضرت أغنية جديدة بعنوان «اسأل التاريخ»، من كلماتي وألحان ماجد عبد الله، موضحاً أن كلماتها تعبر عن الولاء الذي يكنه كل إماراتي للقيادة الرشيدة، التي تسعى لتكون الإمارات في المركز الأول في مختلف المجالات.

«يدوم عزج»
يُعتبر الفنان حسين الجسمي، أحد الفنانين الذين يسعون ليكونوا موجودين في أغلب المناسبات الوطنية، حيث يقدم بشكل مستمر أعمالاً وطنية ويشارك في أوبريتات غنائية ويحيي حفلات وطنية في ذكرى عيد الاتحاد، ومن الأغنيات التي قدمها وحققت انتشاراً واسعاً «حي بالشهامة» و«إمارات المحبة» و«إلا دار زايد» و«أهل العزم»، وبمناسبة عيد الاتحاد الـ52 لدولة الإمارات، أطلق أغنية جديدة بعنوان «يدوم عزج»، من كلمات وألحان بشار الشطي وتوزيع ربيع الصيداوي، وتقول مطلع كلماتها: دوم هذي بلادي وهذي عوايدنا نحن.. لأمجادنا وتراثنا مهما نجحنا هم نحن.. بلادي الإنجاز والطيب والإخلاص.. بلادي جوهرة دنيا بحاضر وماضي الزمن.. دوم هذي بلادي اللي اسمها لا انذكر.. تحس أنك مختلف وتحس بنشوة فخر.. لأنك من أرض الخير اللي ذكرها غير.. نعم إماراتي أنا من حقي أني افتخر.. يدوم عزج يا إمارات المحبة والسلام..