أبوظبي (الااتحاد)
تعزز القرية التراثية في «مهرجان الشيخ زايد 2023» في منطقة الوثبة بأبوظبي استدامة التراث الإماراتي الأصيل ونقله للأجيال بكل فخر. وتجذب القرية من خلال أجنحتها وفعالياتها وأنشطتها التراثية المتنوعة آلاف الزوار من شتى أنحاء العالم للتعرف على التراث والعادات والتقاليد الإماراتية الغنية، وتشهد العروض والمشاهد الحية التمثيلية إقبالاً كبيراً من الجمهور للتعرف على حياة الأجداد وعادات وتقاليد مجتمع دولة الإمارات بيئاته الأربع: الجبلية والزراعية والبحرية والصحراوية، في أجواء حضارية ثقافية ترفيهية عالمية.
وتظهر أقسام القرية التراثية الواقعة في قلب المهرجان حضارة الإمارات من خلال رحلة للماضي الذي يعبق بروح التراث الأصيل، للتعرف على التقاليد الموروثة الخاصة بنمط الحياة الاجتماعية القديمة، ويعيش الزوار من المواطنين والمقيمين والسياح من حول العالم تجربة تراثية تجسد رحلة الآباء والأجداد، عبر مشاهد حية وواقعية يقدمها كل قسم وجناح في القرية لتجسد عبق التاريخ والتراث العريق لدولة الإمارات.
البيئة البحرية
تبهر القرية التراثية زوار «مهرجان الشيخ زايد 2023» لأول مرة بمشاهد تمثيلية واقعية لنمط الحياة الإماراتية القديمة، يقدمها مجموعة من الأفراد يرتدون الزي التراثي الأصيل المرتبط بكل بيئة إماراتية لتعريف الجمهور بتلك البيئات المختلفة، وتفاعل الآلاف من الحضور من خلال أساليب الصيد والتجهيزات الخاصة بالغوص وسواها مما كان يقوم بها الأجداد في الماضي، وذلك لتعريف الزوار وأجيال المستقبل بالعادات والتقاليد التاريخية والتراثية لمجتمع البحارة وممارسي المهن المرتبطة بحياة البحر، بالإضافة إلى أنواع القوارب البحرية القديمة وأنواع الليخ والحرف التي تخص أهل القرية البحرية.
البيئة الزراعية
تجذب المشاهد التمثيلية الخاصة بحرفة «زفانة الدعن» في البيئة الزراعية أنظار زوار المهرجان للتعرف على المهن التي نشأ عليها الآباء والأجداد والذين عاشوا زمن التحدي والعناء من أجل بناء حضارة ترقى بين الأمم، حيث يقدم مجموعة من الحرفيين للجمهور تعريفاً بتلك المهنة، بدءاً من تجميع سعف النخيل وقصه وتنظيفه وإعداد الحبال منها إلى استخدامها في صناعة البيوت والخيام وسواها، بالإضافة إلى الكثير من الجوانب التي تخص البيئة الزراعية وطرق الزراعة وأدواتها.
البيئة الجبلية
يتفاعل آلاف الأطفال بصحبة أسرهم مع المشاهد التمثيلية الخاصة بالبيئة الجبلية، لما تحمله من معانٍ قيمة عاشها الأجداد في الماضي مثل «السقاي»، الذي كان يجوب الطرق وينادي لتوزيع المياه، و«الخراريف» التي كانت وسيلة للتعليم والتثقيف في زمن لم يكن هناك مدارس أو وسائل حديثة للترفيه، وكسب المعرفة وتسلية الأطفال بشيء مفيد عبر توصيل معلومة بأسلوب سهل، حيث يستمتع الزوار في أجواء مفعمة بالتراث والحكايات الشعبية.
البيئة الصحراوية
يعيش زوار القرية التراثية تجربة مفعمة بروح الماضي من خلال المشاهد التمثيلية للتعرف على الحياة الصحراوية بصفاء رمالها وأدواتها وصناعاتها ومقوماتها، بالإضافة إلى التعريف بالعادات الإماراتية الأصيلة عند العرس، من طلب يد العروس، وحتى اصطحاب «المعرس» لها إلى بيته في أجواء تراثية ترفيهية.
الحرف اليديوية
تتميز القرية التراثية هذا الموسم بتصميمها الفريد المستوحى من الطراز التقليدي القديم، وتُعد بمثابة محطة استثنائية تنقل الزوار من زحام العولمة والحداثة إلى هدوء الحياة القديمة وبساطتها المتمثلة في بيوت الطين والبيوت المصنوعة من سعف النخيل والمسابقات التراثية والفنون الشعبية والحرف والمنتوجات، لتنعش ذاكرة الزوار حول الحياة التراثية القديمة.
أعمال الحرفيين
تشهد القرية بأقسامها المختلفة إقبالاً كبيراً من الزوار والسياح الذين يحرصون على مشاهدة أعمال الحرفيين والحرفيات وهم يقدمون أعمالهم اليدوية، ويستمعون إلى شرح وافٍ عن طبيعة كل بيئة من البيئات وحرفها ومنتجاتها المختلفة. وتجذب صناعة الفخار والسدو وقرض البراقع وخياطة السرود والغزل والنسيج وصناعة التلي الزوار الذين يقفون مبهورين أمام هذه الحرف التقليدية، وما تتمتع به من فن مع براعة الصناع وإبداعاتهم التي تجسد التاريخ العريق لدولة الإمارات.
وتضم القرية أجنحة ومجموعة من المحلات لعرض المنتجات التقليدية التراثية القديمة، ويعمل فيها مجموعة من الحرفيين الذين يمارسون مهناً مختلفة ويقدمون معلومات عنها للزوار من مختلف الأعمار والجنسيات، بالإضافة إلى تقديم ورش عمل لزوار القرية، عن الحرف اليدوية، مثل صناعة الفخار وسعف النخيل والتلي والسدو والخياطة ورسم الحناء وسواها.
«الحظيرة»
يحظى زوار القرية التراثية بقضاء أوقات تراثية شعبية مميزة وتناول الأطعمة في «مطعم الخيمة التراثية» الذي يتسم بتصاميم مفعمة برائحة الماضي، ويقدم أشهى المأكولات الشعبية، بالإضافة إلى احتساء القهوة في «ركن القهوة الشعبية» التي يتم تقديمها في أدوات قديمة تعبر عن أصالة المجالس العربية والعادات الأصيلة والضيافة في الماضي. كما يحظى زوار القرية التراثية أيضاً بالجلوس في «الحظيرة» المصنوعة من سعف النخيل وأشجار «المرخ» وأغصان أشجار السمر والغاف، والتي تعد مركزاً لسرد القصص والذكريات الأصيلة للأجداد في أجواء من الماضي الأصيل.
وتقدم العديد من المؤسسات والجهات الحكومية المشاركة والمعنية باستدامة التراث الإماراتي ونقله للأجيال، العديد من الصناعات التقليدية اليدوية مثل الغزل والنسيج بواسطة خامات متنوعة من الصوف، وحياكة البسط وعمل الحصير والتلي والسدو وغزل الصوف، وسواها من المهن التراثية التي تذكر الأجيال بتفاصيل الحياة في الماضي.
الدكان القديم
يستمتع زوار القرية بالتعرف على مجموعة متنوعة من الصقور المميزة وأساليب الصيد، كما يستعرض مركز السلوقي العربي أصنافاً من السلوقي بهدف إحياء رياضة الصيد بالكلاب السلوقية والحفاظ على تقاليدها والاستعانة بها في الصقارة وحفظ السلالات الأصيلة وتزويد المهتمين بالمعرفة اللازمة وكيفية الاهتمام بها ورعايتها وتدريبها.
مواقيت
يستقبل المهرجان زواره يومياً من الساعة 4:00 عصراً حتى منتصف الليل خلال أيام الأسبوع، وحتى 1:00 صباحاً خلال عطلة نهاية الأسبوع والعطل الرسمية، ليمنحهم فرصة لقضاء أوقات قيمة مع العائلة والأصدقاء في الهواء الطلق، وباقة كبيرة من الفعاليات والأنشطة والمسابقات المختلفة التي تناسب مختلف الفئات العمرية.
التراث الإماراتي
يختتم زوار القرية التراثية رحلتهم بالتقاط الصور التذكارية بالزي الإماراتي التقليدي للرجال والنساء، بالإضافة إلى المرور بالدكان القديم، والذي يضم مواد غذائية قديمة تعود بالمشترين إلى ذكريات جميلة، ومنتجات تراثية أخرى يحاكون بها أصدقاءهم وأسرهم عن الحياة التراثية الإماراتية القديمة، ويتناقلونها فيما بينهم بهدف استدامة وحفظ التراث الإماراتي الأصيل.