أحمد عاطف (القاهرة) 
الصحراء البيضاء في مصر من المناطق الأكثر غرابة وتفرداً في العالم، اكتسبت اسمها نتيجة رمالها البيضاء مترامية الأطراف، كل ما فيها مدهش وينطق بعظمة الخالق، تقع في محافظة الوادي الجديد، على بعد 500 كيلو متر من القاهرة، تمتد على مساحة 4 آلاف كيلو متر مربع.
ماضي المنطقة لا يشبه حاضرها أو مستقبلها، فلم تكن تلك طبيعتها، وإنما ظهرت في عصور ما قبل التاريخ، عندما غمر المنطقة بحر تيثيس الذي ربط قارات العالم القديم ببعضها لتنتج تلك الصحراء قبل 70 مليون سنة، وتضم مجموعة من أندر الظواهر الجولوجية، ولهذا يطلق عليها العلماء لقب المتحف المفتوح لدراسات الحياة البرية والظواهر الطبيعية.

من أبرز تلك الظواهر الصخور التي تتخذ الكثير من الأشكال، من بينها صخرة المفاعل النووي التي تشبه نبات المشروم الصغير، وتبدو وكأن انفجاراً نووياً يحدث على بعد كيلو مترات، وكذلك الصخرة الشهيرة التي تشبه أبا الهول، وتعتبر من أهم عوامل الجذب السياحي.
ويرجح العلماء تشكل تلك الصخور من عاصفة رميلة ضخمة قبل زمن بعيد، لتتحول الرمال إلى عجينة طينية باللون الأبيض ومع عوامل التعرية وتعاقب العواصف تشكلت تلك الصخور حتى وصلت إلى شكلها الحالي.

وأسهمت ظاهرة الكارست الجيولوجية القديمة في حفظ الطبيعة الفريدة للصحراء البيضاء، فالتكلسات حفظت الكهوف والأدوات القديمة والمومياوات، ومازال علماء الجولوجيا يتعقبون تلك الآثار ويدرسون البلورات البيضاء التي تزين وسط الصحراء البيضاء وتشبه قاع البحر تماماً.
وفي الوقت الذي يخشى فيه بعض الناس خوض المغامرات داخل الصحراء بسبب تخوفاتهم من وجود الثعابين والزواحف في جميع الصحاري إلا أن الصحراء البيضاء آمنة تماماً وهذا ما يزيد من تميزها.

لا وجود هنا للزواحف والثعابين من دون أي تفسير لهذه الظاهرة الغريبة، ورغم وجود بعض أشكال الحياة البرية بالصحراء البيضاء حيث تتواجد الغزلان والطيور وبعض أنواع الثعالب والكباش، إلا أنها خالية من الثعابين أو أي حيوانات مفترسة.
وبسبب هذه الميزة الفريدة سنحت الفرصة لمحبي التخييم ومراقبة النجوم لتنظيم رحلات بالصحراء البيضاء، فالسماء صافية ومواتية لمراقبة مجرة درب التبانة والاستمتاع بالليل وسط الرمال البيضاء.