خولة علي (دبي) 
وظف شباب إماراتيون مهاراتهم في الغوص، وحولوا جزءاً من رحلاتهم البحرية الترفيهية إلى نشاط تطوعي بيئي لإعادة تأهيل الحياة البحرية، وزيادة التنوع البيولوجي، لتحقيق تنمية مستدامة للأحياء البحرية، من خلال جهودهم في استزراع المرجان، وهذا ما قام به سهيل السعدي الذي انضم لفريق استزراع المرجان ليخوض تجربة فريدة.
ويواصل سهيل السعدي جهوده مع مجموعة من المتطوعين من فريق «كورال لايف»، بقيادة مؤسس الفريق الكابتن صالح الظهوري، وبدعم من سحوبات الإمارات وبعض الجهات والهيئات المحلية المشرفة على مشروع استزراع المرجان في بعض المناطق الشرقية من الدولة، وبالتحديد في كل من بحر خورفكان ودبا. 
واستلهم من هذا النشاط الكثير من العلوم والمعرفة فيما يتعلق بتقنية استزراع المرجان وأهميته في تحقيق التوازن البيئي، وإرساء دعائم الاستدامة والتصدي لخطر التغير المناخي، كما اكتسب خبرة كبيرة في مهارة الغوص والتعرف على أساسياته، بعد أن كان غواصاً هاوياً.  ويرى السعدي أن استثمار الجهود وتوظيفها في مجال يخدم البيئة التي تنعكس آثارها بطريقة غير مباشرة على الإنسان، مهمة جديرة بأن يخطوها الفرد لضمان الحفاظ على الموارد المحلية والحياة الفطرية.

شبكة معلوماتية
وعن تقنية استزراع الشعاب المرجانية، يوضح السعدي أنه يتم إكثارها باستخدام عملية تفتيت الشعاب إلى جزئيات صغيرة وتثبيتها على قواعد معدنية، وفي أعماق قد تصل إلى 7 أمتار، ويتم اختيار الظروف البيئية المناسبة من حيث العمق والإضاءة ومستوى التيارات البحرية للحصول على نتائج أفضل، وبعد نموها يتم نقلها إلى الأماكن المراد تثبيتها فيها، لتتحول إلى ملجأ وملاذ لمختلف الكائنات البحرية. 
 وقام السعدي بالتعاون مع الفريق في تأسيس شبكة معلوماتية كبيرة، تضم غواصين ومنظمات بيئية لتبادل المعلومات والخبرات في كل ما يتعلق بالبيئة البحرية واستدامتها، والوقوف عند أبرز القضايا التي تهم البيئة البحرية ووضع الحلول العلمية الملائمة لها، وقد أخذ مشروع استزراع الشعب المرجانية في التوسع ولاقى نجاحاً كبيراً خلال الفترة الماضية، ليواصل السعدي مسؤوليته تجاه البيئة البحرية، وتثقيف الأجيال القادمة للسير على النهج ذاته لاستكمال المشروع. 

استدامة بحرية
ويخطط السعدي لدراسة البيئة البحرية ونشر علومها والتعريف بها للمهتمين والباحثين في قضايا البيئة، وتخريج غواصين قادرين على تحقيق الاستدامة البحرية وحل مشاكل البيئة، إلى جانب رغبته في تقديم محتوى لنقل بعض الخبرات والتجارب وتثقيف أفراد المجتمع حول دورهم ومسؤوليتهم تجاه البيئة، من خلال الإبلاغ عن المخالفات البحرية، وعدم العبث بالبيئة البحرية، والتوقف عن الصيد الجائر ومراعاة موسم التكاثر. 
وإلى جانب نشاطه البيئي في استزراع الشعاب المرجانية، يقوم السعدي أيضاً بتقديم خدماته لبعض الجهات البيئية، من خلال عمل المسوحات البحرية التي تحتاجها، حيث إنه يحمل 4 رخص غوص من مراكز تدريب متخصصة، وما زال يكمل مشواره للتعرف على تقنيات أكثر احترافية في الغوص.

تجارب غوص
وخاض سهيل السعدي تجارب غوص عدة في دول عدة بآسيا وأفريقيا، منها جزر مافيا في أفريقيا، حيث حقق نزولاً إلى عمق 41 متراً، ليتجاوز الحد الأعلى المسموح به من قبل منظمات الغوص، ولا ينصح به نظراً لشدة مخاطره على الفرد من ارتفاع مستوى الضغط وانعدام الرؤية أو التعرض لحوادث مميتة، ومن البلدان أيضاً التي كشف عن جمال قيعانها البحرية وتنوعها البيولوجي جزر المالديف، والعقبة بالأردن، سفاري البحر الأحمر بدءاً من مصر، وصولاً إلى بحر السودان، بالإضافة إلى البحار المحلية، ومسندم، وجزر الديمانيات بسلطنة عُمان.