لكبيرة التونسي (أبوظبي)
الفروسية أصبحت من الرياضات المفضلة للكثير من الشابات الإماراتيات اللاتي يعملن من أجل نشرها وتعزيزها في المجتمع، كأحد الأساليب الترفيهية الراقية التي تروّح عن النفس وتحيي تراث الأجداد، وتعزز الثقة بالذات، ما أدى إلى الإقبال الكبير على الارتباط بالخيل واكتساب صفات النبل والوفاء منها.
شغف الطفولة
الفارسة نسرين علي، تمارس رياضة ركوب الخيل منذ الصغر، بتحفيز من والدتها التي كانت ترافقها إلى نادي الفروسية برفقة إخوتها، ليتحول اهتمامها بالخيل إلى شغف بهذه الرياضة. وخلال المرحلة الثانوية بدأت التدريب على ركوب الخيل في الإجازة الصيفية، وعندما بلغت 22 عاماً، قررت الانخراط بشكل مكثف في ممارسة هذه الرياضة ودخول عالم السباقات، حيث توجهت إلى سباقات القدرة والتحمل، وفي عام 2010 اجتازت السباق التأهيلي 40 كلم وحصلت على الرخصة المحلية لسباقات القدرة، ومن هنا كانت انطلاقتها في هذا النوع من السباقات، والتي بلغ عددها حتى اليوم ما يقارب 200 مشاركة محلية ودولية. وخلال ممارستها لرياضة الفروسية تشعر نسرين براحة كبيرة، حيث يعني لها الخيل الشيء الكثير، فهي تتقاسم معه المشاعر الجميلة وتعيش أجمل لحظات حياتها بالقرب منه، قائلة: الخيل يشعرني بالقوة والثقة بالنفس.
سلامة الفرس
وعن مميزات «القدرة» أشارت نسرين إلى أنها تختلف عن باقي السباقات، حيث إن سلامة الفرس هي محور الاهتمام، ولابد من الحرص على إنهاء السباق. وأضافت: بالرغم من صعوبات سباقات القدرة، إلا أن الدعم والاهتمام بهذه الرياضة وتوفير أماكن تدريب مؤهلة وخيول مدربة ومسارات مجهزة، يجعل المرأة الإماراتية تخوض هذا المجال بكل جدارة واقتدار. وتتطلع نسرين إلى المشاركة في كأس العالم للقدرة، وتطمح إلى تأسيس أكاديمية للفروسية تجمع مختلف التخصصات لنشر رياضة الفروسية بين الشابات الإماراتيات.
إنجازات
شاركت الفارسة نسرين علي في عدة سباقات محلية ودولية، وفي سجلها العديد من الإنجازات في مجال سباق القدرة، ومنها المركز الثالث ببطولة كأس الشيخة فاطمة بنت مبارك لعام 2013، كأس الشيخ محمد بن راشد 160 كلم تصنيف 3 نجوم دولي لعام 2018، كأس رئيس الدولة للسيدات لعام 2018 حيث حازت المركز الأول، كما نالت المركز الأول في السباق الختامي لموسم 2017 – 2018 بمشاركة 230 فارساً وفارسة، وحصدت المركز الثاني في السباق الختامي لموسم 2021 – 2022.
مهارة الرماية
بدورها، تعمل الفارسة آمنة الجسمي من «أم القيوين»، على نشر رياضة الفروسية، باعتبارها أرقى الرياضات والأنشطة التي ترفه عن المرأة وتجعلها تتخلص من ضغوط الحياة وتشعرها بالسعادة. وهي تمتلك مهارة الرماية من على ظهر الخيل، لتشكل نموذجاً مشرفاً للإماراتيات، لاسيما مع دورها الريادي في نشر هذه الرياضة النبيلة بين الأجيال. وذكرت أن تعلقها بالخيل دفعها إلى تعلم هذه الرياضة، ما جعلها تستكشف عالم الخيول المليء بالجمال والأسرار، موضحة أنه حيوان ذو كبرياء ويتطلب الكثير من العناية والحب والمشاعر الإيجابية، كما يتميز بالمرونة مع الإنسان ذي الطباع الهادئة والقوية في الوقت نفسه، كما يستشعر الخيل الطاقة السلبية والغضب لدى بعض الفرسان، ما يدفعه إلى العناد والتمرد.
ثبات واتزان
وتحرص الجسمي على نشر هذه الرياضة، مشيرة إلى أن الفروسية رياضة راقية تربط الفارس بالفرس، وتعلّم الشجاعة والقوة وتعزز الثقة بالنفس وتقلل من حدة التوتر وتنقي الروح وترتقي بصاحبها، وتعمل الجسمي على إدراج الرماية بالقوس ضمن تدريب الأجيال على رياضة الفروسية. وأوضحت أن هذه الرياضة تتطلب مهارة عالية من ناحية الثبات، وتسعى إلى تخريج الفرسان المتخصصين في هذا المجال استعداداً لدخول المجال التنافسي محلياً وخارجياً.
الفروسية حياة
الفارسة عليا المطروشي اتخذت من الفروسية وسيلة للتأمل والاستمتاع، حيث تعمل على نشر ما تعلمته من علوم ومعرفة، وما زودته بها من شجاعة. وبالرغم من أنها مارست العديد من الرياضات، إلا أن الفروسية جذبتها وأصبحت مفضلة لديها، فهي تشعرها بالسعادة والفرح والحرية بمجرد امتطاء صهوة الجواد والانطلاق في عالم فسيح بعيداً عن ضغوط الحياة، موضحة أنها متخصصة في سباق «فلات رييس» الذي يناسب شخصيتها وبنيتها الجسدية.
سلام داخلي
ولجأت المطروشي إلى الفروسية للتخلص من خوفها من الحيوانات، لتجد نفسها متعلقة بهذا الكائن الجميل، وبعد سنوات قليلة وجدت نفسها تبحث في إسطبلات الإمارات عن أجمل الخيول وأفضل المدربين، ليتحول اهتمامها إلى شغف لهذه الرياضة التي غيرت من تفكيرها وانعكست على أسلوب حياتها.
وأضافت المطروشي: رياضة الفروسية تساعد على العلاج النفسي والتخلص من التوتر والتفكير بذهن صاف والتمتع بطاقة إيجابية وسلام داخلي، وهذه الرياضة دفعتني إلى البحث عن معلومات مفيدة، وما يميز الخيل عن بعضها، حيث اكتسبت صفات الشجاعة والقوة وعزة النفس والكبرياء.
أكاديمية خاصة
نشر رياضة الفروسية بين الأجيال وفئات المجتمع، بات الشغل الشاغل لعليا المطروشي، مؤكدة أنها تشكل علاجاً للكثير من المشاكل، وتنمي الذات وتقوي العزيمة وتعلّم الصبر، لافتة إلى أنها تحلم بتأسيس أكاديمية متخصصة لتعليم الصغار هذه الرياضة الممتعة، لاسيما أنها تتضمن سباقات تناسب مختلف الشخصيات.