خولة علي (دبي)
لم يقتصر نشاط المغامرين على استكشاف الجبال والكهوف والصحراء أو أعماق البحار، بل لجؤوا للبحث عن محطات أخرى أكثر إثارة وتشويقاً، ومنها التحليق في سماء الوطن، على ارتفاعات شاهقة مستخدمين الطيران الشراعي، ضمن رحلة قصيرة مثالية وتجربة لا تنسى لمحبي المغامرة والاستمتاع بسحر الطبيعة وتضاريسها من مستويات مرتفعة، مؤخراً أصبح الطيران الشراعي وسيلة ترفيهية تحظى باهتمام واسع من قبل محبي هذه الرياضة، التي أُسست لها أندية محلية لتنظيم رحلات تتمتع بأعلى معايير السلامة والأمان، لتحفيز المغامرين على خوض تجربة سياحية غير تقليدية.
جرأة وثقة
يقول أحمد حارب مدرب طيران شراعي: «أصبح هذا النمط من التحليق يستهوي الشباب الذين يبحثون عن الترفيه والتشويق والمغامرة، ويتمتعون بجرأة وتحد وثقة وقدرة على التحليق في ارتفاعات عالية، والاستفادة من قوة الرياح وتسخيرها خلال التحليق، وهناك أنواع مختلفة من الطيران، منها الرياضي الخفيف كالطيران الشراعي الرياضي والطيران الشراعي بمحرك، إضافة إلى الطيران الترادفي، ويتم الاعتماد في جميع هذه الأنواع على المظلة الشراعية، التي تعتبر جناح الطائرة، والتي تساعد في عملية الرفع والتحليق.
رخصة قيادة
ويلفت حارب إلى زيادة الإقبال من كلا الجنسين على استخدام هذا النمط من التحليق، نظراً لكون القيادة بسيطة وغير معقدة، فهي تعتمد على قدرة القائد في التعامل مع قوة الرياح بطريقة لا تعرضه للخطر، ولابد من حصول قائد الطائرة على رخصة قيادة طيران شراعي من خلال أندية متخصصة في الدولة، ليتم تدريبه وتأهيله نظرياً وعملياً وفق نظام أكاديمي عالمي، وعليه أن يكمل عدد ساعات محددة في الطيران لينال بعدها رخصة قيادة تؤهله للتعامل مع الطائرة بثقة وأمان، مع الحرص على أخذ دورة تدريبية في الإسعافات الأولية، والتعرف على معدات الطائرة الشراعية وأجزائها وصيانتها بشكل دوري، ليضمن سلامتها قبل الانطلاق بها.
صور وفيديوهات
ويتواجد الطيران الشراعي بالقرب من المواقع الجبلية والصحراء وشواطئ البحر، وغيرها من الأماكن المفتوحة البعيدة عن المباني، ويتسنى للزوار والسياح تجربة التحليق في رحلة ترفيهية للتعرف على الطبيعة المحلية الساحرة، والاستمتاع بالجبال الشاهقة والمزارع والقرى المشيدة على المرتفعات، التي يصعب الوصول إليها إلا سيراً على الأقدام لساعات طويلة، ويمكن أيضاً التقاط صور فوتوغرافية وفيديوهات لزوايا يصعب تصويرها إلا من هذه الارتفاعات.
لحظات لا تنسى
عن مخاطر التحليق بالطيران الشراعي، يرى أحمد حارب أن هذا النوع من الرياضة الجوية لا يشكل خطورة على مستخدميه، إذا ما التزم قائد الطائرة بتعليمات القيادة الصحيحة قبل وأثناء التحليق، حتى يحظى هو ومرافقيه برحلة ممتعة وشيقة، للتعرف على السياحة البيئية التي تلقى كل الاهتمام من جانب الدولة حالياً، وتسهم في تنشيط هذا النمط من السياحة الذي يمتع كل مغامر، يبحث عن التشويق والمتعة والشغف ولحظات لا تنسى تظل محفورة في الذاكرة.