عرف فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض «كوفيد - 19»، منذ ظهوره، بالقدرة على التحور منتِجاً متغيرات فرعية جديدة.
وقد شهدت السلالة الجديدة المعروفة باسم «بيرولا»، ورمزها العلمي BA.2.86، وهي أصلاً فرع من متحور «أوميكرون»، طفرات جديدة في الآونة الأخيرة، أبرزها متغير يسمى JN.1، مما دفع الخبراء إلى الحث على اليقظة.
يتحور فيروس كورونا باستمرار من أجل النجاة من مقاومة الأجسام المضادة المتزايدة التي يواجهها، حيث تتعلم أجسامنا كيفية محاربته بعد التطعيمات والإصابات بالفيروس.
يمثل المتحور الفرعي بيرولا (BA.2.86) مصدر قلق بسبب المجموعة الواسعة من الطفرات في بروتينه الشوكي، كما أشار الدكتور ديفيد هو من جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، وفريقه في تقريرهم المختبري الجديد الذي نُشر هذا الأسبوع في مجلة Nature، وفقاً لما جاء في موقع webmd.com المتخصص في المعلومات الطبية.
سلالات جديدة
على الرغم من أن مراقبة فيروس كورونا أصبحت أقل هذه الأيام، فقد عثر على سلالات فرعية من متحور بيرولا، في 28 دولة حول العالم منذ أغسطس الماضي.ومع قلة المراقبة، يخشى الخبراء من وجود سلالات فرعية منتشرة أكثر من تلك التي تمكنوا من الكشف عنها.
مع تسجيل أكثر من 40 طفرة جديدة، عثر على السلالة الجديدة المسماة JN.1 في فرنسا والبرتغال والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، من بين دول أخرى. كما تظهر مشتقات جديدة تسمى JN.2 وJN.3.
لن يعرف، قبل بضعة أسابيع، ما إذا كانت المتغيرات الجديدة من لفيروس سترتبط بارتفاع كبير في حالات الإصابة بمرض «كوفيد - 19» أو مدى استجابة أجهزة المناعة لها.
في الولايات المتحدة، يتصدر متغير HV.1، وهو أيضًا سلالة فرعية من مجموعة متغيرات «أوميكرون»، حالياً حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا.
وقد قطعت البشرية شوطاً طويلاً في المعركة مع فيروس كورونا منذ ظهور الوباء. وبات الكثير من الأشخاص يتمتعون بمستوى معين من المناعة من عدوى سابقة أو لقاحات أو كليهما، لدرجة أن العلماء لا يشهدون ارتفاعاً في حالات العدوى أو حالات العلاج في المستشفيات المرتبطة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة في الفترة الحالية.
نظام إنذار
وقال راجيندرام راجنارايانان، متتبع الفيروسات، من معهد نيويورك للتكنولوجيا في جامعة ولاية أركنساس «إذا كان لدينا نظام إنذار، فسأسميه إنذاراً كهرماني اللون»، مضيفاً أنه «ليس إنذاراً أحمر عاجلاً في هذا الوقت، لكن التنبيه باللون الأصفر هو بالتأكيد دعوة لتذكيرنا بأن الوقت قد حان للانتباه مرة أخرى».
وبالطريقة نفسها التي يعتمد بها الناس على خبراء الأرصاد الجوية للتحذير من الأحداث الشديدة، مثل الأعاصير والعواصف الثلجية وغيرها، يقول راجنارايانان إن «هذا ما نتعلم القيام به لمساعدة الناس على التغلب على الأمراض المعدية في مجتمعاتهم».
وأكد راجنارايانان «لكن هذه الطفرات تظهر بسرعة»، مضيفاً لذلك «من المنطقي مراقبتها عن كثب. وهذا أيضاً هو الوقت المناسب للقيام بالمزيد من اختبارات (كوفيد) والإبلاغ عن النتائج الإيجابية والسلبية».
وأوضح أن العلماء اكتشفوا السلالة الفرعية JN.1 من فيروس كورونا في المطارات الأميركية خلال فحص القادمين، ما يؤكد ضرورة اليقظة ووجود نظام إنذار.
فيروس موسمي
وقال الدكتور أندرو بيكوش عالم الفيروسات بجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور «آمل أن يصبح هذا الفيروس (كورونا) موسمياً»، مؤكداً أن هذا التحول قد يسهل تحديث لقاحاته سنوياً بالطريقة نفسها التي يتم بها تحديث لقاحات الإنفلونزا الموسمية كل عام لاستهداف السلالات السائدة. لذا، يمكن، على سبيل المثال، أن يركز اللقاح المحدث العام المقبل على متغير آخر، مثل السلالة الفرعية JN.1 التي تشهد ارتفاعاً الآن في الولايات المتحدة.
ويؤكد الخبراء أن فيروس كورونا سيستمر في إيجاد طرق جديدة للتهرب من استجابتنا المناعية ويصبح أكثر قابلية للانتقال لمواصلة إصابتنا مراراً وتكراراً. ولهذا السبب، يودون تطوير لقاحات جديدة تحمينا من التحور المستمر للفيروس.
ظهور متغيرات جديدة من فيروس كورونا
المصدر: الاتحاد - أبوظبي