تامر عبد الحميد (أبوظبي)
انطلقت أمس، في «مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي»، فعاليات النسخة الثالثة من «مهرجان السدر للأفلام البيئية»، بالتعاون مع «هيئة البيئة - أبوظبي» و«جامعة نيويورك أبوظبي»، ويشهد المهرجان على مدى يومين، برنامجاً خاصاً بقضية المياه، وعروضاً لباقة مختارة من الأفلام الإقليمية والدولية، وعدداً من حلقات النقاش حول الاستدامة البيئية.
المهرجان الذي يختتم فعاليته اليوم، يؤكد على الدور الأساسي للمياه في تحقيق الاستدامة البيئية، تماشياً مع عام الاستدامة في دولة الإمارات، وبالتزامن مع انعقاد مؤتمر الأطراف «COP28»، وتركز الدورة على قضية المياه الحيوية، وارتباطها بتغير المناخ والتوازن البيئي وبقاء النوع البشري.
مستقبل مستدام 
ويتعاون مهرجان «السدر للأفلام البيئية» مع هيئة البيئة - أبوظبي لتسليط الضوء على القضايا البيئية والقيادة الشبابية في هذا المجال، لتعزيز مستقبل مستدام للجميع، وتسلط هذه الدورة الضوء على الأهمية الحيوية للمياه كأحد أهم الموارد الأساسية لاستمرار الحياة على كوكب الأرض، وحجم التحديات العالمية التي تواجهها.

اليوم الأول
بدأ برنامج المهرجان في يومه الأول بعرض تقديمي عن قضية المياه، من تقديم الناشطة البيئة رشا صالح، ثم تم عرض الفيلم القصير (The Whelming Sea)، الذي يجسد رحلة في حياة الحيوانات على حافة البحر، يليه عرض فيلم (The First Days) للمخرج ستيفان بريتون، والذي يقدم معالجة ساحرة لقوة الطبيعة في تشيلي، كما تم عرض الفيلم الوثائقي (Stepping Softly on Earth)، الذي يستعرض قصة نضال الشعوب الأصلية من أميركا اللاتينية.
وشهد برنامج المهرجان تقديم أحد أوائل الناشطين العرب في مجال السينما البيئية، وهو المخرج السينمائي السوري عمر أميرالاي، وعرض المهرجان فيلمه الكلاسيكي (Everyday Life in a Syrian Village)، كما عرض المهرجان أعمالاً عربية أخرى من مهرجان «ريف» اللبناني ومختبر دبين في الأردن.
10 أفلام
وحول انطلاقة النسخة الثالثة من «السدر للأفلام البيئية» قال نزار أنداري، أستاذ العلوم الإنسانية، والمدير الفني للمهرجان، لـ«الاتحاد»: يضم البرنامج هذا العام مجموعة مختارة من الأفلام الإقليمية والدولية وعددها 10 أفلام، ما بين الوثائقية والقصيرة والسرد، تغطي الجوانب المتنوعة لقضية المياه، بداية من أهميتها الثقافية، ونهاية بدورها الحاسم في استدامة أنظمتنا البيئية. وتابع: المميز في هذه الدورة انطلاقته بالتزامن مع «Cop28»، الذي تستضيفه دولة الإمارات، حيث تم انتقاء عدد من أبرز الأفلام، التي تستعرض أهمية البيئة والاستدامة، وتلعب دوراً مهماً في التوعية البيئية للأجيال المقبلة، وتشدد على أهمية السينما في تسليط الضوء من خلالها على القضايا البيئية.

منصة ملهمة
وأوضح أنداري أن المهرجان يعتبر منصة لإلهام المشاركين لمواجهة تغير المناخ، وقال: نتعمق هذا العام في قضية المياه ودورها المحوري في عالمنا من خلال منهجية عالمية وأسلوب عملي، مع إبراز دور الفنانين الموهوبين في إلهام الجماهير لفهم المخاطر التي يتعرض لها كوكبنا، وتفعيل هذا الدور.
تحديات بيئية
أكد أحمد عبد المطلب باهارون، المدير التنفيذي لقطاع إدارة المعلومات والعلوم والتوعية البيئية في هيئة البيئة - أبوظبي، أهمية الدور الذي يلعبه المهرجان في التوعية البيئية، وقال: يكتسب مهرجان السدر أهمية كبيرة كمنصة جاذبة للأفلام البيئية، لأننا نؤمن بأن سرد القصص حول البيئة هو السبيل لترسيخ قيم وممارسات الاستدامة، ومن ثم إحداث التغيير الإيجابي المطلوب، كما يسلط المهرجان الضوء على جهود أبوظبي لإشراك مجتمعنا المحلي في تقديم الحلول المحتملة المبتكرة للتحديات البيئية.

فعاليات اليوم الثاني
يتضمن برنامج «مهرجان السدر للأفلام البيئية» في يومه الثاني، ختام المهرجان، عرضاً متخصصاً لهيئة البيئة - أبوظبي، يتبعه فيلم مصري قصير بعنوان (Drowning Fish)، كما يعرض الفيلم الروائي الهندي (Whispers of Fire and Water)، وهو قصة مؤثرة عن فنان يبحث عن الاستقرار في عالم غير متوازن.