أجرى باحثون بالتعاون مع جامعة دنماركية في مدينة سويدية تجربة تهدف إلى اكتشاف حدود الخوف، وإيجاد النقطة الفاصلة بينه وبين الإثارة.
وقالت فيكي باث بعد التجربة، إن «هذا الاختبار هو من أكثر ما عشته رعباً على الإطلاق».
ويتمثل هدف التجربة في «اكتشاف حدود الخوف وإيجاد النقطة الفاصلة بين المتعة والانزعاج».
وقالت المدرّسة فيكي باث، البالغة 45 سنة «عندما وضعوا الغطاء على رأسي، شعرت وكأنني رهينة. لم أكن أعرف إلى أين أذهب أو إلى أين سيأخذونني».
ثم اصطُحِبت إلى منطقة حرجية مظلمة فيها سرير، وجرى تقييدها في السرير وبقيت في المكان بمفردها غير قادرة على التحرّك.
بعد دقائق قليلة، سُمعت أصوات مخيفة وظهرت مخلوقات غريبة بدأت تقترب من السرير.
كانت مجموعة من الأكاديميين تشاهد ما يحصل عبر شاشة في غرفة مجاورة.
- مهرّجون ودماء
تنقسم التجربة إلى خمس مراحل. ويتنقل المشاركون بين أضواء ساطعة ومساحات ضيقة ومظلمة مُحاطة أحياناً بجدران ملطخة بالدماء. ويتجوّل في المكان أشخاص يؤدون أدوار الوحوش ويدفعون المشاركين إلى نقطة انهيارهم.وأضافت فيكي باث، بعد خوض التحدي، إنها «فخورة جداً» بنفسها، مشيرةً إلى أنّها تطوّعت في هذا الاختبار لتعيش «تجربة مميزة».
واختير شخصان فقط من بين 1600 آخرين تقدموا بطلب لقضاء الليلة المُقلقة في مدينة ملاهٍ. ولم يُبلّغ الشخصان بتفاصيل التجربة ولا بمدّتها.
تظهر الابتسامة على وجه هيلغ برانشيت (38 عاماً)، وهو مصفف شعر وخبير في المكياج في مدينة هامبورغ الألمانية.
ورغم ولعه بأفلام الرعب، أقرّ بأنه شعر بخوف كبير خلال التجربة. وقال «ما زلت في حالة إرباك لأن الأمر كان غريباً جداً».
وبما أنّ شخصين فقط خضعا للتجربة، يصعب من وجهة نظر علمية، استخلاص عبر من هذه التجربة.
لكنّ الاختبار أتاح للباحثين النظر في ردود فعل المشاركين عندما واجهوا ظروفا قاسية.
ولفت بحثهم إلى أنّ الانخراط في أنشطة مخيفة قد ينطوي على فوائد مذهلة للصحة.
وخلال جائحة «كوفيد - 19»، لاحظوا أن الأشخاص الذين شاهدوا باستمرار أفلام رعب كانت نتائجهم المتعلقة بالصحة الذهنية أفضل خلال الحجر الصحي.
وقال الباحث ماتياس كلاسن، الذي أشرف على التجربة، إنهم أظهروا «مرونة نفسية أفضل و(كانت لديهم) أعراض أقل مرتبطة بالتوتر»، معتبراً أن التجارب المرحة المتمحورة على الخوف قد تكون بمثابة نوع من «اللقاح ضد التوتر».
تجربة لاكتشاف النقطة الفاصلة بين الخوف والإثارة
المصدر: آ ف ب