تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أكد المخرج والمنتج منصور اليبهوني، أن مبادرة «سباحة 62» التي شاركت فيها جهات حكومية وخاصة، تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية البيئة البحرية والسلامة المائية. ومن هذا المنطلق، تم التنسيق مع البطل الإماراتي ولاعب الجوجيتسو منصور الظاهري لتنفيذ فيلم وثائقي يحمل العنوان نفسه «سباحة 62» -Swim62، يتتبع قصته وفريقه في رحلة لا تصدق. فعلى الرغم من مخاوفه السابقة من السباحة، إلا أنه تمكن من قطع مسافة 62 كيلومتراً حول جزيرة أبوظبي في مدة 34 ساعة متواصلة، حيث تغلب على مخاوفه ليترك أثراً دائماً على حركة التغيير البيئي العالمية.
جاءت تصريحات اليبهوني لـ «الاتحاد»، خلال العرض الخاص لفيلم «سباحة 62» الذي أقيم مساء أمس الأول في «سينما فوكس – نايشن تاورز» بأبوظبي، وحضره منصور الظاهري وعدد من فريق عمل الرحلة البحرية، إلى جانب مجموعة من صناع السينما ووسائل إعلامية محلية وعربية.
وذكر اليبهوني، أن الفيلم مدته ساعة ونصف الساعة، ويستعرض رحلة فريق «سباحة 62» الملهمة، ولقاء عدد من السباحين الذين تعاونوا مع الظاهري لإنجاز المبادرة، ومنهم فانيا نيفيس وأرجونا دون، لافتاً إلى أن العمل استغرق تصويره قرابة العام، فيما استغرقت تدريبات الظاهري عاماً آخراً، ويشارك في تفاصيل الفيلم والرحلة كاملة، عدد من الضيوف والمشاركين الذين يتحدثون عن شجاعة السباح الظاهري الذي قطع مسافة 62 كيلومتراً حول جزيرة أبوظبي، واستطاع القيام بأكثر من 21.216 ضربة سباحة في 33 ساعة و58 دقيقة من دون «بدلة سباحة».
نشر الوعي
ولفت اليبهوني إلى أن فكرة الرحلة الملهمة وتنفيذ فيلم وثائقي عنها، تعود إلى رغبة الظاهري في أن يكون جزءاً من حركة نشر الوعي البيئي، بالتزامن مع مؤتمر المناخ الدولي «كوب 28»، الذي تستضيفه دولة الإمارات، الحدث الذي تشارك فيه حكومات من مختلف أنحاء العالم لتحقيق تغيير إيجابي على نطاق عالمي، إلى جانب تحديه في تحقيق المستحيل وتنفيذ مشروع ضخم، للتغلب على مخاوفه ويكون قدوة للأجيال الناشئة.
فخر
وأعرب اليبهوني عن فخره لتوليه عملية تنفيذ هذا الفيلم الوثائقي المهم، الذي يسلط الضوء على إنجاز جديد من أبناء الوطن، في تقديم المبادرات المجتمعية وتحقيق الطموحات، لافتاً إلى أن العمل يظهر استعدادات الفريق وتدريبات منصور الظاهري المكثفة التي قطع خلالها 900 كيلومتر سباحة.
ونوّه اليبهوني بأن أهم ما يميز الفيلم أنه يسلط الضوء على إمارة أبوظبي، باعتبارها واحة التناغم والتعايش والتسامح، بالإضافة إلى تعزيز مفهوم التحدي والالتزام وبذل المزيد من الجهد للتغلب على المخاوف لدى الإنسان في أي مجال، إلى جانب تسليط الضوء أيضاً على أهمية الحفاظ على البيئة والاستدامة، فهو بمثابة تذكير مؤثر بالحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات جماعية لمكافحة التغير المناخي.
وذكر اليبهوني، أن «سباحة 62» يعتمد على مجموعة دقيقة من حرﻛﺎت الكاميرا، المختارة ببراعة لربط المشاهدين بشكل وثيق بمسعى منصور الظاهري وتحقيق هدفه، كما تتمحور اللقطات الجوية حول المناظر الطبيعية الشاسعة، وتقدم مشاهد ساحرة تظهر مدى روعة الطبيعة في إمارة أبوظبي، كما تكشف المشاهد الغامرة تحت الماء عن النظام البحري المذهل.
«سينما فيرتاي»
لفت منصور اليبهوني إلى أنه صوَّر الفيلم بطريقة مغايرة عن الأفلام الوثائقية المعتادة، حيث نفذه بتقنية تسمى «سينما فيرتاي»، وهو نوع من أنواع تصوير الأفلام الوثائقية الرائج بين السينمائيين الفرنسيين، والذي يجعل المشاهد يشعر وكأنه داخل أحداث العمل، مصرحاً بأن «سباحة 62» من المقرر إطلاقه في السينما المحلية نوفمبر المقبل، إلى جانب مشاركته في مهرجانات عالمية ودولية، نظراً لأهمية المبادرة والحدث.
موسيقى
أوضح اليبهوني، أنه تم اختيار الموسيقى التصويرية في «سباحة 62» بعناية لإحداث مجموعة متنوعة من المشاعر وتعزيز السرد في الفيلم الوثائقي، حيث تم مزج أنماط من التكوينات الأوركسترالية القوية والألحان والإيقاعات لإيصال الشعور بالعزم والمرونة والتحدي والقوة، وذلك لتعزيز الأثر العاطفي لرحلة منصور الظاهري، وإتاحة تجربة مرئية مبهرة تترافق مع المشاهدين.