لكبيرة التونسي (أبوظبي)
بهدف تعزيز الصحة النفسية الجيدة، وتبني التفكير الإيجابي كقيمة أساسية، وبناء مهارات الحياة، وتحقيق الرفاه النفسي والاجتماعي، يقدم مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية «إيواء»، خدمات الرعاية والتأهيل لضحايا العنف والإيذاء في إمارة أبوظبي، ويستقبل الحالات من خلال خطه الساخن، للمساهمة في الوقاية من العنف عبر إطلاق المبادرات وحملات التوعية والتثقيف، لرفع وعي المجتمع بأهمية الحماية النفسية.
أهمية الوعي
أكدت الدكتورة أمينة بن حماد، خبير تثقيف مجتمعي في مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية «إيواء»، التابع لدائرة تنمية المجتمع، ضرورة وعي الأفراد بسمات المعنَّف وملاحظة التصرفات السلبية المتكررة، للحد من وقوع العنف الأسري عليهم أو تفاقمه، مع الاستعانة بمؤسسات القطاع الاجتماعي المعنية بالحماية والتمكين، إنْ لزم الأمر.
أشكال العنف
وأشارت بن حماد إلى أن للعنف الأسري أشكالاً عدة، منها العنف الجسدي واللفظي والنفسي أو المعنوي والإهمال وغيره، وذلك وفقاً لسياسة حماية الأسرة في دولة الإمارات، وأفادت بأن هناك مؤشرات تحذيرية رئيسة عدة تمكّن الفرد من التعرف على المعنِّف لاتخاذ القرارات وتنفيذ الحلول المناسبة، ومنها محاولات التحكم في أفعال وتحركات الضحية، حيث يبدأ المعنِّف بتبرير سلوكه على أنه ضمان لسلامة وأمان الضحية، ثم يتطور الأمر إلى تقييد مختلف تصرفاتها وتحركاتها، إضافة إلى محاولة عزل الضحية عن المصادر المادية المتوافرة لديها أو أفراد الأسرة والأصدقاء الذين قد تلجأ إليهم لطلب المساعدة، فضلاً عن الغيرة الشديدة التي قد يستخدمها كمبرر لتقليص الوقت الذي تقضيه الضحية مع غيره، مما يساهم في عزلها تماماً عن المحيطين بها.
إلقاء اللوم
وأشارت بن حمّاد إلى اللوم المستمر، خاصةً على أبسط الأمور، يمثل نوعاً من العنف النفسي، ومؤشراً تحذيرياً على احتمالية وقوع أشكال العنف الأخرى، ومعه المزاجية الشديدة، والتهديد، والحساسية العالية تجاه تصرفات الضحية ومحاولة إقناعها بأن العنف أياً كان نوعه قد وقع نتيجة لتصرفاتها الخاطئة أو المؤذية، إضافة إلى تحطيم الأغراض للتخويف أو التعبير عن الغضب، مشيرة إلى أن هذه السمات لا تأتي منفردة وإنما يعززها السلوك السلبي المستمر.
حيل نفسية
أكدت د. أمينة بن حماد، أن استخدام العبارات العاطفية والحيل النفسية في البداية هدفها توثيق العلاقة والارتباط السريع بالضحية دون وجود أساس أو معرفة قوية بها، مما يُعد مؤشراً تحذيرياً لاحتمالية وقوع العنف في المستقبل، بعكس المعتقد الشائع بأنه دليل على الاهتمام أو التوافق، نظراً لدور البدايات في تعلّق الضحية نفسياً بالمعنِّف وتقبّل تصرفاته العنيفة لاحقاً.