أحمد مراد (القاهرة)
«أحمد» شاب مصري، صاحب مواهب متعددة، يكتب الزجل، ويُبدع رسومات كاريكاتورية، ويحول أوراق الأشجار إلى لوحات فنية، هواياته ظهرت منذ صغره، كان يقضي غالبية وقته في الرسم، ونال إعجاب من حوله، وشجعه أقاربه ومعلموه على احتراف الرسم، لكنه يرسم فقط لإشباع هوايته.
الحاجة والصدفة كانا وراء خروج مواهب أحمد رجب يوسف، أنهى تعليمه المتوسط، وعمل في إحدى الشركات بأجر يومي على أمل التعيين فيها بشكل منتظم، وبينما كان يستعد للزواج قررت الشركة الاستغناء عنه، ما سبب له أزمة كبيرة في بدايات حياته الزوجية.
وقال لـ «الاتحاد»: تزوجت وأنا عاطل عن العمل، وبعد شهر فقط أخبرني أحد الأصدقاء أن الشركة التي يعمل فيها تحتاج إلى «جنايني» يتولى مسؤولية العناية بالحديقة، ونظراً لظروفي الخاصة لم أجد مفراً من قبول الوظيفة ولو بشكل مؤقت.
وتابع: قبلت وظيفة «الجنايني» وأنا لا أعلم عنها شيئاً، أحضرت مجموعة من الكتب تتحدث عن الأشجار والورود وطرق العناية بها، وهو ما أفادني كثيراً في مهمتي التي كنت لا أعرف عنها شيئاً.
وحقيقة تأتي المنحة من المحنة، ففي ظل الظروف الصعبة التي مر بها أحمد لم ينس هوايته في الرسم، يلجأ إليها كلما سنحت الفرصة، وفي أحد الأيام جاءته فكرة الرسم بالأشجار، بمعنى قصها وتشكيل مجسمات وعبارات وكلمات من أوراقها، وشرع في تنفيذ فكرته بمقص «الجنايني».
بدأ تجربته على إحدى الأشجار خارج سور الشركة خوفاً من الفشل، وسعى إلى قص وتشكيل فروعها وأوراقها على هيئة حروف لفظ الجلاله، وكانت النتيجة رائعة بشهادة جميع العاملين معه، الأمر الذي شجعه على تكرار التجربة على جميع الأشجار داخل وخارج حديقة الشركة، ونجح في تحويلها إلى تحف فنية رائعة.
يقع مقر الشركة التي يعمل فيها يوسف على طريق القاهرة/ الإسكندرية الصحراوي، يتوقف قائدو السيارات أمامها لرؤية مجسمات الأشجار والتقاط الصور بجانبها.
تمكن يوسف من «الرسم» بالأشجار، وكلما ذهب إلى مكان ما يستعير مقص «الجنايني» ليضع بصمته الجمالية على الأشجار فيه، وفي أحيان كثيرة يقوم بقص وتشكيل الشجر مجاناً دون مقابل.
وعلى مدى بضع سنوات، نجح يوسف في قص وتشكيل عشرات الأشجار، أخرج منها تحفاً فنية، على هيئة عبارات وجمل مثل: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وقل هو الله أحد، وارحمني يا الله، ويا رب سترك، وكلمة «مصر» باللغتين العربية والإنجليزية، وكلمة «يا رب» مصحوبة بيدين مرفوعتين على هيئة الدعاء، ومجسمات للكائنات مثل الجمل والحصان والنجوم، أو الهلال والقلب والأهرامات.