لكبيرة التونسي (أبوظبي)

أصبح التعلم الذاتي من الاتجاهات الحديثة في التحصيل العلمي، حيث يركّز على العملية التعلمية أكثر من تركيزه على مخرجات التعلم، فضلاً عن عدم مواجهة أي ضغوطات، حيث يمكنه تعلم ما يشاء في الوقت الذي يشاء وأن يستغرق الفترة الزمنية التي تناسبه. وهذا ما تقوم به مدرسة 42 أبوظبي التي تحتضن جيلاً من المواهب الإماراتية النسائية التي بدأت رحلتها في تعلم البرمجة للمساهمة في دعم مسيرة الإمارة نحو التحول الرقمي، وتضم 86 طالبة إماراتية، بنسبة 56.5% من مجموع الطلاب الإماراتيين في المدرسة.
تعمل مدرسة 42 أبوظبي على تمكين الطالبات الإماراتيات وتزويدهن بالمعارف والمهارات من أجل بناء الجيل المقبل من مبرمجي وقادة المستقبل الرقمي في أبوظبي لدعم المسيرة الناجحة للإمارة وريادتها نحو التحول الرقمي.

تعلم ذاتي 
وذكرت الطالبة منى الحضرمي أنها قبل انضمامها إلى مدرسة 42 أبوظبي، تخصصت في الهندسة الكيميائية، ما ساهم في تزويدها بأساس قوي لحل المشكلات والمهارات التحليلية التي تعتبر من أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها المبرمج، واختارت الالتحاق بالمدرسة لتعلم لغة البرمجة نظراً إلى الأهمية التي أصبحت تتمتع بها هذه المهارة، إذ إنها تساهم في تطوير معظم الجوانب في حياتنا اليومية، وترى أن البرمجة هي مكمل لخلفيتها التعليمية في الهندسة الكيميائية.
استكشفت الحضرمي بعد الالتحاق بمدرسة 42 أنها تعتمد على التعلم من الطلبة، ولا تتطلب خبرة مسبقة في البرمجة. وهذه المنهجية التعليمية غير التقليدية ساهمت في تعزيز مهاراتها التفاعلية، وتمكينها من خوض تجربة تنافسية حقيقية، ارتقت بمهارات التفكير النقدي لديها، عبر المشاريع العملية والألعاب، والذي مثل تحدياً لها في البداية، إلا أن هذا التحدي سرعان ما تحول إلى فرصة مكنتها من اكتساب الخبرة العملية عبر العمل على مشاريع على أرض الواقع، ما جعلها على أتم الاستعداد لخوض تجربة العمل لدى التخرج بنجاح.

رسالة
وأكدت الحضرمي أن مجال البرمجة الذي يهيمن عليه الرجال، يجعلها فخورة بكونها إماراتية تشق طريقها في هذا الميدان بنجاح، وأضافت في رسالة وجهتها للفتيات اللواتي يتطلعن إلى دخول المجالات الرقمية: اغتنمن هذه الفرصة بغض النظر عن خلفيتكن التعليمية أو العملية، وكنّ على يقين بأنها ستساهم في توفير منظور فريد للحلول الرقمية في مجالات عدة.
وتتطلع الحضرمي إلى الانضمام لمجالات تتيح فرصاً لسد الفجوة بين الهندسة الكيميائية والبرمجة، مثل أتمتة العمليات، وتحليل البيانات في العمليات الكيميائية، وتطوير البرمجيات للصناعات الكيميائية، وتحقيق أهداف الاستدامة للإمارة من خلال تعزيز الحلول الرقمية التي تساهم في الحد من التلوث البيئي، وتعزيز كفاءة الموارد في الصناعات الكيميائية.

تجربة استثنائية
وقالت سلمى العمودي بكالوريوس في علوم البيئة والاستدامة من جامعة زايد: لطالما كان لدي الشغف لتعلم مهارات جديدة، وكانت البرمجة خياري الأول، لاسيما أن التكنولوجيا تلعب دوراً محورياً في دعم مسيرة التحول الرقمي ورسم ملامح المستقبل، كما شجعتني عائلتي وأصدقائي على الانضمام إلى مدرسة 42 أبوظبي لخوض هذه التجربة التعليمية الاستثنائية.
وتسعى العمودي إلى توظيف مهاراتها في البرمجة، لتعالج العديد من التحديات وتحدث أثراً إيجابياً في المجتمع، موضحة أنها استكشفت العديد من المجالات عبر منهجية التعلم المبتكرة التي تعتمدها المدرسة، والتي زودتها بمهارات مختلفة عززت فرص انضمامها لمجموعة متنوعة من القطاعات، بما فيها الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وتطوير البرمجيات.
وأضافت: أحرص على المساهمة بتنفيذ ما تعلمته لتطوير برامج تدعم مشاريع الاستدامة، مثل أنظمة إدارة الطاقة الذكية أو حلول الحد من النفايات، أو تطوير تطبيق جوال يعزز ممارسات المعيشة المستدامة بين السكان، ويزودهم بالممارسات والنصائح والدعم المجتمعي.

مدرسة برمجة
«42 أبوظبي» مدرسة برمجة من دون فصول، يرتكز برنامجها الفريد في جوهره على أساليب مبتكرة قوامها استراتيجية تعليم الأقران، والتي تعمل على توجيه الطلبة كلما تعمقوا أكثر في عالم البرمجة.