انتهت أكبر عملية بحث لمحاولة حل لغز وحش بحيرة "لوخ نيس" في إيسلندا، دون رصد أي دليل على وجود الوحش "نيسي".
كانت تقارير عدة تحدثت، على مدى قرون، عن رؤية الوحش المزعوم حتى بات جزءا من الفلكلور الشعبي في إيسلندا.
وقال آلان ماكينا قائد عملية البحث إنه حصل على عدد من اللقطات المصورة والمعلومات عبر أشخاص يشاهدون كاميرات البث الحي الموجهة إلى البحيرة الواقعة في المرتفعات الاسكتلندية. لكنه قال إن هناك حاجة للكثير من الوقت لتفريغ البيانات، لتحديد الحقيقة من غيرها.
وتقرر أن تحلق في المساء طائرات مسيرة مزودة بكاميرات تصوير حراري فوق بحيرة "لوخ نيس" التي يبلغ عمقها 230 مترا.
ووفقا لمنظمي عملية البحث، وهم مركز "لوخ نيس" للزوار والمتحمسون من المجموعة التطوعية "لوخ نيس اكسبلوريشن"، تشكل هذه أكبر حملة بحث ممنهجة منذ 1972 عن المخلوق المسمى "نيسي".
- متطوعون من مختلف أنحاء العالم
تمركز عشرات المتطوعين من مختلف أنحاء العالم في 17 موقع رصد حول البحيرة، مع مراقبة مئات المعجبين بالمخلوق، البحيرة عبر كاميرات كمبيوتر عبر الإنترنت.
وهناك تقارير عن وجود مخلوق يشبه الوحش في البحيرة منذ قرون. ويُنظر إلى ادعاءات وجود المخلوق على نطاق واسع على أنها أسطورة أو خدعة. ومع ذلك، لا يزال البعض متشبثا بالفكرة، ما جعل البحيرة نقطة جذب سياحية رئيسية.
يعود أول سجل مكتوب للمخلوق إلى عام 565 ميلادي، في سيرة الراهب الإيرلندي القديس كولومبا، مبشر اسكتلندا في القرن السادس، التي قال فيها إنه أمر الوحش بالتراجع.
وأبلغ عن أول رؤية حديثة للوحش "نيسي" في إحدى الصحف المحلية في مايو 1933. وأفادت الرواية أن رجل أعمال محلياً وزوجته كانا يتنقلان بسيارتهما على طول البحيرة عندما أذهلتهما "موجة ضخمة" في مياه البحيرة.
في ديسمبر 1933، استعانت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية بصياد مخضرم من جنوب أفريقيا، مارمادوك ويذريل، لتحديد مكان المخلوق. وقد وجد آثار أقدام كبيرة قال إنها تعود لحيوان يبلغ طوله حوالى ستة أمتار.
لكنّ علماء من متحف التاريخ الطبيعي أوضحوا، في وقت لاحق، أن الآثار خُلّفت باستخدام حاملة مظلات أو مخلب زائف لفرس النهر.
في عام 1934، التقط الطبيب الإنجليزي روبرت ويلسون ما أصبح يعرف باسم "صورة الجرّاح"، وهي صورة تبدو أنها تصوّر رأس الوحش "نيسي" ورقبته الطويلة خارجة من الماء.
الصورة، التي نشرتها صحيفة "ديلي ميل" زائفة، لكنها منحت وحش بحيرة "لوخ نيس" شهرة عالمية.
وبحسب مركز بحيرة "لوخ نيس"، سُجلت رسميا أكثر من 1100 عملية رصد حتى الآن للوحش "نيسي" الذي يساهم بملايين الجنيهات الاسترلينية في الاقتصاد الاسكتلندي كل عام من خلال السياحة.
- زواحف بحرية؟
على مر السنين، حاول العلماء والهواة العثور على دليل على وجود سمكة كبيرة في أعماق البحيرة، بينما اقترح البعض أن الوحش يمكن أن يكون زاحفاً بحرياً من عصور ما قبل التاريخ بما يشبه كائنات البليزوصور.
في عام 1972، أجرى مكتب تحقيقات بحيرة "لوخ نيس" (Loch Ness Investigation Bureau) أكبر عملية بحث في البحيرة حتى الآن، لكن من دون جدوى.
في عام 1987، أثناء عملية "ديب سكان" Deepscan، نُشر السونار على كامل عرض البحيرة. ويزعم منظمو العملية أنهم عثروا على "جسم مجهول بحجم وقوة غير عادية" في الأعماق.
في عام 2018، أجرى باحثون دراسة بالحمض النووي لبحيرة "لوخ نيس" لتحديد الكائنات الحية التي تعيش في مياهها. ولم يعثر على شيء سوى الكثير من الثعابين.