عندما نتحدث عن جزر المالديف، فإننا نتحدث عن أعجوبة العصر الحالي والوجهة السياحية المفضلة للحالمين وعشاق السفر، ولأنني واحدٌ منهم، قررتُ الذهاب إليها للاسترخاء بعيداً عن زحمة الشوارع وضوضاء المُدن، والمعروف أن جزر المالديف تقع  في جنوب غرب الهند، وهي عبارة عن سلسلة من الجزر المرجانية التي يبلغ عددها ما يُقارب 1200 جزيرة جُمّعت في سلسلة مضاعفة من 26 جزيرة مرجانية، وتتميّز المالديف بكونها واحدة من أصغر الدول في آسيا، والمحيط الهادئ من حيث المساحة الجغرافية، وعدد السكان. تتميز جزر المالديف بكونها وجهة سياحيّة مهمّة، فهي تُوفّر خدمات جوّية مباشرة مع 46 دولة، وفيها 4 مطارات دوليّة رئيسة مُوزعة في مناطق مختلفة، كما يُمكن الوصول إليها عن طريق الرحلات البحريّة عبر السّفن الكبيرة التي يصل عددها إلى 69 سفينة، وتتميز الجزر بتنوع خيارات الإقامة للسياح فيها، حيث تضم 129 مُنتجَعاً، و12 فندقاً، و488 بيت ضيافة و132يَختاً، بالإضافة لتفعيلها سياسة الباب المفتوح لاستقبال السياح من جميع أنحاء العالم، وكل هذه الميزات جعلت منها أحد أفضل وأجمل الخيارات السياحية للقرن الحالي.
على الرغم من وجود العديد من المعالم السياحية في جزر المالديف، كالمتحف الوطني، الذي يُعتبر أول متحف وطني في البلاد بما يضمُّه من التحف التاريخية والقطع الأثرية الإسلامية، ومسجد الجمعة الكبير الذي يتميز بطراز معماري إسلامي ساحر، بالإضافة لاحتوائه على العديد من المآذن والقبب الذهبية، إلاّ أنّني اتخذتُ من زيارتي لجزر المالديف فرصة للاسترخاء بين أحضان الطبيعة التي تجعلك تشعر وكأنك قد وُلدتَ من جديد. 
وينطبق الأمر أيضاً على معظم السياح الذين يقصدون جزر المالديف، حيث إنّ أغلبهم يفضلون التمتع بالاستجمام والاسترخاء بدلاً من الذهاب في جولات استكشافية للتعرف على المعالم الأثرية، ومن الأنشطة التي يفضّل السياح القيام بها في جزر المالديف، رياضة الغوص ورحلات الصيد ومشاهدة غروب الشمس وركوب الأمواج والاستجمام على شواطئ المالديف المضيئة والسباحة مع الحيتان ورحلات الطائرات المائية ومشاهدة الحيوانات البحرية الفريدة كالدلافين.
كانت رحلتي إلى جُزر المالديف، أو جُزر الأحلام كما أسميها، رحلةً خيالية ولا شكّ في أنها تستحق أن تكون في قائمة أجمل الوجهات السياحية على كوكب الأرض، ولأنّ ضريبة التلوث والاحتباس الحراري الذي تسبب به الإنسان لا بدّ أن تُدفع في يوم من الأيام، أبت جنة الأرض إلا أن تدفعها، حيث تشير دراسات قام بها علماء المناخ إلى احتمالية اختفاء جزر المالديف بحلول عام 2100، إذا لم يتحرك العالم بسرعة لمكافحة التغيرات المناخية، فمن المتوقع ارتفاع منسوب المياه في سطح البحر لما يصل إلى 1.1 متر مما يتسبب بغرق معظم جزر المالديف واختفائها نهائياً كأنها لم تكن موجودة من قبل، فهل ستتحقق توقعات العلماء وتختفي جزر المالديف أم أنّ هناك معجزةً قد تمنع ذلك؟.