خولة علي (دبي) 

في بيئة تنشط فيها الحرف والمهن الصناعية، نظم مركز لوتاه التقني برنامجاً صيفياً للطلبة، يهتم بقطاع الصناعات المختلفة وأنظمة البرمجة، من خلال تنظيم ورش فنية ومهنية عدة على يد خبراء متخصصين، وذلك رغبة في إيجاد جيل مؤهل وأكثر استعداداً لخوض المجالات الصناعية والمهن التقنية مستقبلاً، ومن بين هذه الورش الحرفية، ورشة صياغة المجوهرات وغيرها، التي ضمت الفئة العمرية (من 13 إلى 17 سنة)، للتعرف على هذه الصناعة التي تعتبر أحد أهم أسس تحويل وتشكيل المعادن إلى الكثير من المنتجات المهمة منها قطع الزينة. 

جهد وصبر
عن ورشة الصياغة، تقول وردة الجنيبي، خبيرة ومدربة صياغة المجوهرات، إن العمل في مجال الصياغة يتطلب الكثير من الجهد والصبر والقدرة على استخدام أدوات تشكيل المعادن بشكل عام، فهذه الورشة تعد باباً للتعرف على أولى خطوات التعامل مع المعادن، والانطلاق في هذا العالم الذي يشهد اهتماماً واسعاً من قبل المسؤولين لتحفيز الطلبة وتعريفهم بالمجالات الصناعية وطرق بوابتها وخوض مجالاتها الواسعة. 

مراحل التصنيع 
وأكدت الجنيبي أن فن صياغة المعادن من ذهب أو فضة وغيرها، لا يختلف كثيراً عن فن النقش والرسم والخط والنحت وغيرها من الفنون، وأي قطعة مصوغة مهما خف وزنها وصغر حجمها، فهي في حاجة قبل البدء بصناعتها إلى نموذج مرسوم، إما أن يقوم الصائغ باستحضاره عبر ما تجود به مخيلته الفنية الخصبة، أو من خلال ثقافته وتراثه وبيئته التي نشأ فيها، وبعدها تبدأ سلسلة طويلة من مراحل التصنيع تتمثل في الصهر والطرق والسحب والنقش والصب في قوالب، لتتحول القطعة في نهاية المطاف إلى تحفة فنية بعد تضافر فنون عديدة في صناعتها، ومن خلال مراحل العمل المختلفة، نجد لمسات ودقة ومهارة الحرفي، هي من تتحكم في إكساب القطعة فرادة ورونق وجمال. 

بيئة ممتعة
وقد حرصت الجنيبي في البداية، على كيفية جذب المنتسبات للورشة وجعل البيئة أكثر متعة، من خلال استخدام بعض الخامات كالطين وتشكيله، ثم التعرف على أدوات الصياغة وكيفية استخدامها، والاطلاع على أسس الصياغة، وأنواع المعادن وخصائصها. 
وأشارت، قائلة: انطلقت الطالبات بعد أن تعرفن على كيفية استخدام أدوات الصياغة وأسسها البسيطة في العمل على معدن الفضة، نجحن في تحويلها إلى شرائح معدنية على جهاز الرفلة، كما تعرفن على تقنية التشكيل والحفر والقص باستخدام المنشار، وأيضاً السنفرة، وهذه التقنيات اليدوية يجب أن يمارسها أي حرفي ويكون ملماً بها، حتى في حال توفر الآلات الحديثة.

قطع فريدة 
وعن المنتجات التي تم تنفيذها في الورشة، توضح الجنيبي أن الطالبات المشاركات تمكّن من ابتكار قطع فريدة من المجوهرات، وقمن بكتابة أسمائهن بقلم كهربائي وتفريغه باستخدام أدوات خاصة، ليحصلن على قطع فضية بديعة تحمل أسماءهن، وهذه الخطوة جلبت لهن السعادة بما أنتجته أيديهن من خلال هذه الورشة التي استمرت لمدة أسبوعين، وكانت كفيلة بأن يبدعن فيها ويثبتن تفوقهن وتحديهن للصعوبات.

مستقبل مهني
تؤكد وردة الجنيبي أهمية تعلم الطلبة المهن الصناعية من خلال التحاقهم بالورش والبرامج المتاحة في المركز، لبناء مستقبلهم المهني والتخطيط له من الآن، خاصة أن المركز، من قبل القائمين عليه، يعمل على إتاحة الفرصة لكل من يرغب في نقل خبراته وتعليمها للأجيال، في خطوة مهمة نحو نهضة وازدهار هذا الوطن.