اكتشف باحثون كيف يتطور نوع معين من الخلايا المناعية في الجسم ويحميه من العدوى والمرض. وقد يساعد هذا الاكتشاف في تطوير المزيد من العلاجات الوقائية، وفقًا لدراسة جديدة.
كشف البحث، الذي قاده «معهد مردوخ لأبحاث الأطفال» وجامعة Federation في أستراليا، عن كيفية عمل خلايا الدم البيضاء المتخصصة هذه وكيف يمكن أن تنتج استجابة مناعية.
وقال دان بيليتشي البروفيسور المساعد إنه، من خلال فهم وظيفة هذه الخلايا، يمكن تسخيرها للمساعدة في الوقاية من السرطان والأمراض شديدة العدوى مثل كوفيد-19 والبكتيريا العقدية والسل.
خلايا مناعية مقاومة للعدوى
نُشرت الدراسة في مجلة Science Immunology، وتضمنت عينات تم التبرع بها لبنك أنسجة القلب للأطفال في مدينة ملبورن الأسترالية من مرضى جراحة القلب حتى سن 16 عامًا. من هذه العينات، نظر الباحثون في دور الخلايا التائية غاما دلتا (بالإنجليزية: Gamma delta T cells) داخل الغدة السعترية (thymus gland)، وهي عضو صغير يقع داخل الصدر بالقرب من القلب.
يضيف بيليتشي أن الدراسة أظهرت لأول مرة كيف ينتج هذا العضو هذه الخلايا المناعية المقاومة للعدوى.
ويوضح «لدينا أعداد كبيرة من هذه الخلايا المتخصصة في دمائنا وأنسجتنا، والتي تتراكم مع بلوغنا سن الرشد. وحتى إنجاز دراستنا هذه، لم يُعرف كيف تتطور هذه الخلايا في الجسم».
تدريب الخلايا
وقال «أوضحنا كيف يتم تدريب هذه الخلايا على ثلاث مراحل، على غرار تلقي التعليم الابتدائي والثانوي والعالي، وتتشكل بشكل كامل داخل الغدة السعترية. وبعد هذا التعليم، تكون الخلايا جاهزة للدخول إلى بقية الجسم وتكون قادرة تمامًا على مكافحة الالتهابات».
وأشار البروفيسور المساعد بيليتشي إلى أن الدراسات السابقة اعتقدت أن هذه الخلايا المناعية مشتقة بشكل أساسي من الكبد أثناء نمو الطفل في الرحم. لكن هذا البحث دحض هذه النظرية.
علاج الأمراض المعدية والسرطان
وشرح «افترض العديد من الخبراء أنه بعد الولادة، لعبت الغدة السعترية دورًا ضئيلًا في تطوير هذه الخلايا مع تقدمنا في العمر. لكننا نعلم الآن أن هذا العضو الصغير المجهول يساعد الجسم على الاستعداد لحياة صحية جيدة» وبالتالي، فإنه «كلما عرفنا المزيد عن هذه الخلايا، زاد احتمال اكتشاف طرق جديدة لعلاج الأمراض المعدية والسرطان».