لكبيرة التونسي (طانطان)

تختتم اليوم فعاليات «الجناح الإماراتي» في «موسم طانطان 2023» الذي تنظمه مؤسسة «ألموكار» برعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، من 7 إلى 12 يوليو الجاري في الجنوب المغربي تحت شعار «موسم طانطان.. تثبيت للهوية ورافعة للتنمية المستدامة»، حيث شهد الجناح الإماراتي مشاركة نوعية، ومثّل نافذة على الثقافة والتراث والحضارة الإنسانية، ضمن لوحات بصرية حية أبهرت الزوار.
أثنى المنظمون والحضور على مشاركة الإمارات في فعاليات الدورة السادسة عشرة لهذا الحدث العالمي، من خلال الجناح الإماراتي الذي تشرف عليه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، والذي تميز بغنى الفقرات الثقافية والفنية والرياضية، ومنها تنظيم سباقات الهجن، وعروض تراثية، وسهرات فنية وموسيقية محلية ووطنية وعالمية؛ وذلك بهدف حماية التراث الإماراتي غير المادي وصونه والحفاظ عليه.
قواسم مشتركة
قال د. عبدالله العلوي، خبير تراثي، عضو مكتب مؤسسة «ألموكار» المنظمة لـ«موسم طانطان»، إن هناك قواسم مشتركة بين التراث غير المادي المغربي والإماراتي، حيث إن «موسم طانطان» يسلط الضوء على الثقافة والتراث الصحراوي، وتوثيق التراث اللامادي للبلدين الشقيقين، فقد عملنا جميعاً على إدراج «الصقارة» في الإمارات والمغرب بالقائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، إلى جانب الخط العربي والنخيل، وهذه الملفات تنصب ضمن جهود التنسيق العربي لحفظ التراث غير المادي في منظمة «اليونيسكو»، وبالنسبة لشراكتنا مع الإمارات في تنظيم «موسم طانطان»، فإنها تُجسد عمق العلاقات والرؤى المشتركة، وبالنسبة لنا كمغاربة، فإن وجود الإمارات في هذا المحفل العالمي الذي يُقام في الصحراء المغربية، يمثل قيمة مضافة من دولة شقيقة، حيث اكتشفنا جميعاً مدى التنوع والغنى الثقافي والتراثي لدولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المحفل العالمي.
إقبال كبير
وأشاد عبدالله بطي القبيسي، مدير إدارة الفعاليات والاتصال في لجنة إدارة المهرجانات الثقافية التراثية في أبوظبي، بجهود جميع المشاركين في «الجناح الإماراتي»، وأثنى على الإقبال الجماهيري الكبير لاستكشاف جانب من عناصر التراث الإماراتي التي تجسدت في الحرف والصناعات والأهازيج الخاصة بمختلف البيئات الإماراتية وعاداتها وتقاليدها الأصيلة، وقال «شهد الجناح الإماراتي زيارات العديد من الوفود التي التقت بالمؤسسات والجهات المشاركة بموسم طانطان، ومنها الاتحاد النسائي العام، اتحاد الهجن، نادي تراث الإمارات، والأرشيف والمكتبة الوطنية، وغيرها».
وأضاف القبيسي أن المشاركة في هذا الحدث العالمي المسجل منذ عام 2008، ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، يجسد فرصة للتلاقي من أجل الاحتفاء بمختلف المظاهر الثقافية للمنطقة، وتعزيز التراث غير المادي الذي يؤصل للتقاليد العريقة التي تتميز بها المجتمعات الصحراوية، وتسلط الضوء على غنى وتنوع التراث الثقافي غير المادي الذي تزخر به الإمارات.
حضور بارز
أشاد حمد الزعابي، مشرف فعاليات في «الأرشيف والمكتبة الوطنية»، الذي سجل حضوره الأول في «موسم طانطان 2023»، بالمشاركة النوعية المميزة بالجناح الإماراتي، وأبدى إعجابه بما يحتويه هذا المهرجان الثقافي العريق والفريد من نوعه، والذي أُقيم أول موسم له في عام 1963، وحقق نجاحاً بارزاً على مدار دورات انعقاده، وتم تسجيله في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو».
وأكد الزعابي أن جناح «الأرشيف والمكتبة الوطنية» استقطب الكثير من الزوار الذين تعرفوا على عُمق العلاقات الأخوية بين الدولتين الشقيقتين، عبر 25 صورة و3 وثائق من «جريدة الاتحاد»، إلى جانب ركن يضم 50 كتاباً من «إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية».
أهازيج تراثية وعروض حية
حقق «الجناح الإماراتي» نجاحاً باهراً بموسم طانطان 2023، وعزز من حضوره في هذا الحدث العالمي، بثراء وتنوع فعالياته وبرامجه التراثية والثقافية والفنية والرياضية، التي استقطبت جماهير غفيرة من مختلف الجنسيات، وسط أجواء تستحضر الحياة الإماراتية قديماً، عبر أهازيج تراثية وعروض حية للحرف الإماراتية، حيث يعمل الجناح على تعزيز ثقافة صون التراث الإماراتي غير المادي والاعتزاز به، من خلال أنشطة وفعاليات تسط الضوء على تفاصيل الحياة القديمة التي عاشها الأجداد، وتبرز غنى التراث الثقافي لدولة الإمارات وجهودها البارزة في مجال حفظ التراث المعنوي، وإدراج عددٍ من عناصره على قوائم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» للتراث الإنساني غير المادي، ومنها «القهوة العربية، المجالس، سباقات الهجن، حداء الإبل، العيالة، التلّي، السدو، الصقارة، التغرودة، الرزفة، العازي، الأفلاج، والنخلة». 
ثقافات حسانية صحراوية
يُعد «موسم طانطان» المصنف عام 2005 من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، ضمن «روائع التراث الشفهي غير المادي للإنسانية»، رافداً من روافد التراث الصحراوي لإسهامه في صون الثقافات الشفهية والفنية الحسانية الصحراوية، كما يمثل نقطة التقاء رئيسة لمختلف قبائل الصحراء المغربية والدول الأفريقية المجاورة والدول العربية بعمقها التاريخي وأصولها الحضارية والثقافية، والتي أضحت إرثاً عالمياً شامخاً بامتياز.