لكبيرة التونسي (طانطان)
ضمن أجواء تفاعلية جاذبة، وبمشاركة نوعية، يقدم جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في «موسم طانطان» الثقافي بالمملكة المغربية في دورته السادسة عشرة المتواصلة حتى 12 يوليو الجاري، والتي انطلقت أمس الجمعة، تجربة متفردة استحوذت على اهتمام الجمهور العريض، وسلطت الضوء على غنى التراث الثقافي للمملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجهودهما البارزة في مجال حفظ التراث اللامادي «المعنوي»، وإدراج عدد من عناصر التراث الإنساني على قوائم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» للتراث الإنساني غير المادي.
عُرس فني ثقافي
على أنغام الموسيقى الشعبية ورائحة البخور وطقوس تقديم القهوة العربية والتمر، استقبل الجناح الإماراتي في «موسم طانطان»، العرس الثقافي والإنساني المنظم برعاية الملك محمد السادس، تحت شعار «موسم طانطان.. تثبيت للهوية ورافعة للتنمية المستدامة»، زواره ليقربهم من طريقة العيش الإماراتية ويعرفهم بعناصر التراث الإماراتي المسجلة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في اليونيسكو، ومنها «القهوة العربية، المجالس، سباق الهجن، حداء الإبل، العيالة، التّلي، السدو، الصقارة، التغرودة، الرزفة، العازي، الأفلاج، النخلة»، وغيرها من الفعاليات والأنشطة والعروض الحية لمختلف الحرفيين الذين يمثلون جميع البيئات الإماراتية، حيث يضم أروقة خاصة بالحرف البحرية والصناعات اليدوية التي كانت وما زالت تمارسها المرأة الإماراتية، وأهمها السدو والتلي والخياطة وسف الخوص، إلى جانب الأكلات الشعبية الإماراتية والقهوة العربية والأزياء النسائية والرجالية والمجوهرات الشعبية وبيت الشعر والحظيرة والعريش والألعاب التراثية والعديد من الأنشطة الحية التي تعكس أسلوب عيش الإنسان الإماراتي قديماً.

معرض صور
وفي تجربة تُعد الأولى ضمن جناح الإمارات بموسم طانطان، استقطب معرض الصور الذي ينظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية، ويجسد العلاقات التاريخية القوية التي تربط بين دولتي الإمارات والمغرب، جمهوراً عريضاً للاطلاع على الصور والوثائق المعروضة، كما شارك نادي تراث الإمارات مسجلاً حضوره الأول في الحدث الكبير بمجموعة من الفعاليات التراثية. 
رسالة إنسانية
وقال عبدالله بطي القبيسي، مدير إدارة الفعاليات والاتصال في لجنة إدارة المهرجانات الثقافية التراثية في أبوظبي، إن مشاركة دولة الإمارات السابعة على التوالي في «موسم طانطان» الثقافي بالمملكة المغربية، تجسد حرص الإمارات على إبراز رسالتها الحضارية والإنسانية للعالم، وتسليط الضوء على غنى التراث الثقافي للدولة وجهودها البارزة في مجال حفظ التراث المعنوي، وإدراج عدد من عناصر التراث الإنساني على قوائم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» للتراث الإنساني غير المادي، كما تأتي المشاركة الإماراتية في هذا العرس الثقافي تجسيداً لعمق العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات والمملكة المغربية حكومة وشعباً، موضحاً أن الإمارات تحرص على التواجد في هذا المهرجان الثقافي الفريد والعريق الذي أقيم أول موسم له عام 1963، وحقق نجاحاً بارزاً على مدار دورات انعقاده، وتم تسجيله في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو».

علاقات تاريخية
عن المشاركة الأولى للأرشيف والمكتبة الوطنية، ضمن «موسم طانطان»، قال حمد الزعابي: «نعرض 25 صورة تجسد العلاقات الدولية التاريخية بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، خلال الفترة بين 1974 و2019، حيث تعكس هذه الصور علاقات الدولتين الشقيقتين، كما أن هناك قسماً آخر يضم إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية ويضم أكثر من 50 إصداراً وكتباً تاريخية عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما نعرض 3 وثائق من جريدة الاتحاد تتحدث عن زيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آن نهيان، والمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراهما، إلى المملكة المغربية».
مهارة حرفيات
ضمن مساحة نابضة بالحياة في الجناح الإماراتي، تقدم مجموعة من الحرفيات لمحة عن الصناعات التراثية الإماراتية، وما ارتبط بها من عادات وتقاليد، لتنقل للزوار مشاهد اجتماعية وإنسانية تعبر عن حياة الأجداد، حيث تعمل الحرفيات بمهارة وتألق بزيهن التراثي وبأناملهن المخضبة بالحناء وبحليهن التقليدية، على تقديم صورة متكاملة للحرف التراثية، بالأسلوب نفسه الذي كانت تقوم به الجدات قديماً. وفي هذا الإطار، قالت ليلى القبيسي، من لجنة المهرجانات والبرامج الثقافية، مسؤولة الحرفيات المشاركات في المهرجان، وعددهن 15 سيدة، إن هؤلاء الحرفيات يمثلن جميع الحرف التراثية، منها التلي، الخوص، خياطة الكرخانة، السدو، وغزل الصوف، إلى جانب طقوس العُرس الإماراتي والزهبة وحنة العروس والمطبخ التراثي، موضحة أن طهي الأكلات الشعبية يتم ضمن عروض حية في عين المكان، ويتم توزيعها على الضيوف، لتعكس كرم الضيافة الإماراتية والتعريف بالمأكولات الأصيلة.

موروث ثري
تحرص دولة الإمارات، من خلال مشاركتها في موسم طانطان، على صون التراث الوطني والموروث الفكري والثقافي، وتأكيد عمق الحضارة الإماراتية وإظهار ثراء تقاليدها وإبراز مدى تنوعها من خلال هذا الحدث العالمي القادر على استقطاب آلاف الزوار، عبر برنامج ثقافي غني ومتميز يجمع بين الماضي والحاضر.
حفلات غنائية
يتميز برنامج النسخة السادسة عشرة من موسم طانطان بتنوع وغنى الفقرات التراثية والثقافية والفنية والرياضية، حيث تقام عروض «التبوريدة» المغربية، تصاحبها سهرات فنية وموسيقية تحييها فرق موسيقية وفنية محلية ووطنية وإماراتية، حيث يحيي كل من الفنان فيصل الجاسم وطارق المنهالي حفلاً غنائياً يوم 10 يوليو الجاري، ضمن الأمسيات الغنائية المصاحبة لموسم طانطان، إلى جانب سباقات الإبل وعروض حية تراثية غير مادية تزخر بها الدولتان الشقيقتان.