خولة علي (دبي) 
بشاير السلامي وجدت في الفن وسيلة وأداة لقراءة تفاصيل الحياة من حولها بلغة فنية عميقة ودافئة، متخذة من المدرسة الواقعية منهجاً لها، لتلج إلى عالم يمتزج فيه الضوء والظل واللون مع تأثير صريح وواضح لطبيعتها كفنانة لها أسلوبها وطريقتها، حيث نلمس فيها الدقة والتركيز في جلب الفكرة أو المشهد، وإعادة إحيائه بكافة سماته وشخصيته لتعطي إحساساً بمدى واقعية العمل وسحره، متخذة من المقتنيات الشخصية مساحة للرسم، لتجعل منها تحفة فنية وقطعة لها قيمتها لدى الفرد.
آمنت السلامي بموهبتها الفنية التي لم تكشف عنها أو تظهرها إلا بعد تخرجها عام 2014، فعكفت على أن تشق طريقها وتكشف عن مهارتها وأسلوبها، من خلال ممارستها للرسم، والتي بدأتها بالأنمي ورسوم الكرتون التي يغلب عليها الخطوط الحادة والواضحة، لم تكن هذه الخطوة بالنسبة لها سوى البداية التي قادتها إلى الإبحار في عالم بلا حدود، لتطور شيئاً فشئياً من مهاراتها في تعلم تقنيات فنية مختلفة.

مزج الواقع بالخيال 
تقول السلامي، إن تحدي الذات يكمن في القدرة على نقل المشهد أو الواقع بكافة خطوطه وتفاصيله، بحيث توشك اللوحة أن تنطق وتتحرك، من فرط دقتها، وهذا في حد ذاته نجاح، فالمشاعر التي تتدفق من فرشاة الفنان إلى اللوحة لتلقي بأثارها في نفس المتلقي، هي ما يميزها ويجعل عمل الفنان أكثر قوة وإبداعاً وتأثيراً على متذوقي الفن، مشيرة إلى أنها تميل إلى الواقعية الممزوجة بالخيال في أعمالها المستلهمة من التراث والبيئة المحلية، والتي تظهر ثقافة الفنان ومدى تشربه لموروثه الشعبي الذي هو جزء من شخصيته، فتتجلى ثقافته في لوحاته الفنية. 
مهارات وخبرات 
وتؤكد السلامي أن فرصة التعلم وتطوير المهارات في أي مجال، أصبحت في متناول الجميع، في حال توفرت الرغبة والصبر في المرء،  فبكبسة زر واحدة يمكن أن يطّلع الفرد على الكثير من الفنون الذي يرغب في تعلمها واحترافها، حيث بات الأمر سهلاً مع توفر الإنترنت وشبكة التواصل الاجتماعي، التي أصبحت ساحة لعرض أعمال الفنانين والكشف عن مهاراتهم وخبراتهم في مختلف الفنون، وإضافة إلى تعلمها الذاتي من خلال قنوات اليوتيوب وغيرها، التحقت السلامي بعدد من مراكز الفنون لتتقن الرسم مستخدمة عدة تقنيات لونية كالأكريليك والألوان الزيتية.

قيمة وثراء
تشير بشاير السلامي إلى أن فكرة الرسم على الجلود من الفنون القديمة، التي لم تنتشر بكثرة بين الفنانين، لكونها تحتاج إلى دقة وصبر، وعندما مارست الرسم على الحقائب القماشية والجلدية، كان الأمر بالنسبة لها ممتعاً، حيث إن إضافة الرسومات على القطعة تمنحها قيمة وثراء. 
ونظراً لأقبال الناس على هذه المقتنيات، أسست السلامي مشروعها الخاص في الرسم على الحقائب الجلدية والقماشية، وجعلت من منصتها على «انستغرام» نافذة لعرض إبداعاتها ومنتجاتها، كما أسهمت المؤسسة الاتحادية للشباب في دعمها بمنحها مكاناً في محطة الشباب لعرض أعمالها.