لكبيرة التونسي (أبوظبي) 
«العيدية» من العادات الجميلة التي تُسعد الصغار في الأعياد، وكانت قديماً عبارة عن مبالغ مالية تُمنح يدوياً، لكنها شهدت تطورات كثيرة، وباتت تُقدم في أجمل صورة مع ابتكار أفكار جديدة، ومنها الأظرف المزينة بألوان زاهية، لتضفي بهجة كبيرة.
حمدة الخاجة، مصممة شخصيات كرتونية ورسوم متحركة، وخريجة جامعة زايد، يغلب على تصاميمها الطابع التراثي الإماراتي. وبمناسبة عيد الأضحى، قدمت عدة أفكار متجددة ومتفردة، منها «دفتر شيكات» حيث يمكن كتابة اسم الشخص والمبلغ الذي يرغب في إهدائه، مع إرفاق الورقة النقدية مع الشيك. وتقدم خيارات أخرى، مثل تصميم ظرف يشبه الدرهم الإماراتي، وظرف آخر يحمل رسومات مستوحاة من التراث المحلي، مؤكدة أنها ترسم من أجل ترسيخ القيم وتعزيز الهوية لدى الأطفال.

روح تراثية
إبداعات الخاجة تنم عن موهبة في الرسم، فهي تحمل أفكاراً ذات دلالات، لتسخر الفن في الترويج للمفردات الشعبية، حيث تميزت في صنع منتجات عصرية بروح تراثية، عبر رسومات مفعمة بالحياة، تحمل كلمات تمنح المتلقي سعادة وتعلي من عزيمته. وتركز الخاجة في تصاميمها على الهوية الإماراتية وتربطها بمحيطها وبيئتها، لترسخ قيم الموروث الثقافي والشعبي، ما يدفعها إلى البحث عن كل جديد في مختلف المناسبات. 
أفكار مبتكرة
يرتبط العيد في أذهان الأطفال بـ«العيدية»، حيث يحصلون في هذا اليوم على الأوراق النقدية الجديدة التي تزيد من بهجتهم وتحفزهم على الاحتفاظ بها. الفنانة التشكيلية ابتهال جمعة الحوسني صاحبة مرسم «ابتهال آرت»، وهي معلمة فنون بصرية ومقدمة ورش فنية حول النحت والرسم على الفخار وفن الحروفيات، تذكر أنها تبتكر عدة أفكار لـ«لعيدية»، من خلال توفير بطاقات خاصة ومتفردة تتميز بها كل أسرة، مشيرة إلى أنها تجتهد في تقديم أفكار جديدة تختلف في عيد الأضحى، عنها في عيد الفطر، فهي تخصص عدة أظرف لعيدية الخمسين درهماً، وهي خاصة بفئة الصغار، وأظرف أخرى بفئة الـ 100 درهم، وأخرى بفئة الـ 500 درهم للصبية واليافعين، حيث إن هذه الأظرف يتم تصميمها على شكل المبلغ المالي الخاص بالعيدية.

«لف الورق»
من جهتها، تقول الفنانة فرح الفرض، أول إماراتية وعربية تحصل على عضوية في المجموعة العالمية لفن «لف الورق» ومقرها بريطانيا: إن وسائل التكنولوجيا وخيارات الترفيه الموجهة للأطفال، أصبحت تلعب دوراً مهماً، ما أدى إلى تغير معايير السعادة والفرح بهذه المناسبة، ونحن نحاول من خلال الفن ابتكار أفكار تدخل السعادة إلى قلوبهم، ومنها أظرف العيدية التي أصممها بطريقة إبداعية، حيث أحوّل الورق بدقة متناهية إلى تصاميم زخرفية مبهجة مستوحاة من أمنيات الأطفال لترضي طموحاتهم.
واستطاعت فرح الفرض توظيف موهبتها في لف الورق الملون، وصنع بطاقات العيدية عبر تشكيل الورود والقلوب، محولةً هذه المواد البسيطة إلى بطاقات تحتفي بالعيد بطريقة فنية. وعن مصادر إلهامها، أشارت إلى أن المثابرة والشغف من العوامل التي ساعدتها في الوصول إلى هذا المستوى، لاسيما أن العمل على فن «لف الورق» يحتاج إلى دقة ومهارة، للحفاظ على انسيابيته ولصقه بطريقة احترافية.

اختلاف قيمة العيدية
تقول الفنانة التشكيلية ابتهال جمعة الحوسني: ارتفعت قيمة العيدية تدريجاً لتتماشى مع اهتمامات الأطفال في الوقت الحالي، لاسيما أن رؤيتهم باتت منصبة بصورة أكبر على الألعاب الإلكترونية والأدوات الرقمية الحديثة. 
وفيما كانت العيدية قديماً تبدأ بدرهم أو درهمين وصولاً إلى 10 دراهم لشراء الحلوى، اختلفت في الحاضر لتشمل الفكرة والقالب وعوامل الجذب الفنية.