اتخذت الصين في السنوات الأخيرة تدابير متعددة لتعزيز مكافحة التصحر، تتمثل في الحد من العواصف الرملية وتصحر الأراضي والتصدي بشكل فعال لأضرار هذه العواصف وتآكل التربة.

وبحلول نهاية عام 2022، تمت حماية 20 مليون هكتار من زحف الرمال، كما تم إنشاء 41 منطقة نموذجية وطنية شاملة للتصدي لزحف الرمال و99 متنزها صحراويا وطنيا، وبناء حاجز إيكولوجي أخضر تم تشكيله اعتماداً على طريقة علمية للتصدي للعواصف الرملية التي تجتاح شمال الصين.

وفي العقود الأخيرة، وبسبب تأثير التغيرات المناخية والتنمية الزراعية، أصبحت محدودية الموارد المائية في المناطق الزراعية الرعوية في المناطق شبه القاحلة في الصين تبرز بشكل تدريجي، وصارت حالات الجفاف المتكررة وانخفاض مستويات المياه الجوفية وجفاف الأنهار والبحيرات مشاكل جديدة تهدد الصيانة المستقرة للنباتات الرملية الثابتة.

وطورت محطة نيمان لبحوث التصحر التابعة لمعهد الشمال الغربي للموارد البيئية والإيكولوجية، التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، تقنية للتشجير تعتمد على زارعة الأشجار الطويلة وسقيها من خلال الحقن بالمياه العميقة وصناعة التربة الطينية (البنتونيت) ووضعها في المناطق التي يتم تشجيرها لأنها تحل مشكلة فقدان رطوبة مياه التربة والعجز في عملية التحريج الاصطناعي، وهو ما يحسّن بشكل فعال معدل بقاء الشتلات في هذه المنطقة واستدامة الموارد المائية في المناطق الرملية في المناطق شبه القاحلة. وبالمقارنة مع طرق التشجير التقليدية وزراعة الأعشاب، فإن طريقة الحقن بالماء أسفل التربة التي ابتكرتها وطورتها مجموعة إيلي يمكن أن توفر أكثر من 50% من المياه وتزيد من معدل بقاء النباتات على قيد الحياة إلى 85%.

وقال لو تشي، كبير العلماء في الأكاديمية الصينية للغابات، والباحث في معهد الحفاظ على البيئة الإيكولوجية واستعادتها في تصريحات صحفية: "ينبغي الاعتماد بشكل كامل على الوسائل العلمية والتكنولوجية لتحسين كفاءة الموارد المائية، كما أن من الضروري النظر بشكل كامل في التوزيع المكاني والزماني لموارد المياه وقدرتها الاستيعابية، والاسترشاد بمياه الأمطار والحفاظ عليها، واختيار أنواع الأشجار والأعشاب المحلية المقاومة للجفاف والمناطق القاحلة والرياح والرمال والملوحة".

وقال لي جياتشيانغ، الباحث في معهد شينجيانغ للبيئة والجغرافيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، إن إنشاء بنك موارد الأصول الوراثية النباتية الصحراوية شديدة المقاومة للظروف الطبيعية القاسية هو الأساس لتطوير الغابات والأعشاب الموفرة للمياه، وإن من الضروري أيضا اتباع قانون الطلب على مياه الري وفقا لأغراض الري الموفرة مع استخدام الوسائل التقنية للحد من تبخر مياه التربة في المناطق القاحلة، مضيفا: "بالإضافة إلى ذلك، يجب علينا تعزيز بناء مرافق المحافظة على المياه لمنع زحف الرمال والسيطرة عليها وإيلاء أهمية لبناء القنوات الإيكولوجية وتعزيز صيانة البنية التحتية للسدود الغابية والعشبية".

وتلتزم الصين في عملية مكافحة التصحر، أيضا بالمفهوم العلمي "لاستعادة الطبيعة إلى وضعها الأول قبل التدخل البشري"، وفي هذا الصدد وقال لي جياتشيانغ، إنه من الضروري للالتزام بمكافحة التصحر بطريقة علمية، استخدام الأنواع المحلية لاستعادة النظام البيئي المتدهور إلى الشكل الذي كان عليه، وذلك من خلال تدابير المساعدة والإدارة الاصطناعية العلمية والفعالة، وتحقيق سلامة واستقرار واستدامة التنوع البيولوجي وهيكل ووظيفة النظم الإيكولوجية الصحراوية.

وقد أدمجت الصين مكافحة التصحر بصورة عضوية في الاستراتيجيات الوطنية الرئيسية مثل الإنعاش الريفي، والحماية الإيكولوجية، والتنمية العالية الجودة لحوض النهر الأصفر، على أساس الاستمرار في تعزيز الزراعة والتربية في المناطق الصحراوية، وزراعة الصناعات الغذائية الخضراء، وتطوير واستخدام المواد القائمة على الرمال، وتطوير القطاعات السياحية في هذه المناطق، وهي تبذل جهودا كبرى لتطوير صناعات عالية الإنتاج والكفاءة والمنفعة، كما بدأت فعليا في مشاريع هندسية مثل توليد الطاقة الكهروضوئية، وتوليد طاقة الرياح، والزراعة الصناعية وهندسة التمثيل الضوئي.