تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أعلنت المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة، انتهاءها من تصوير فيلمها الروائي الطويل الأول «ثلاثة» - Three، وذلك خلال جلسة حوارية أقيمت أمس الأول، في «فوكس سينما – مول الإمارات»، بحضور طاقم العمل وأبطاله، ومجموعة من ممثلي وسائل الإعلام المحلية، وحشد من صناع السينما المحلية والعربية والأجنبية. وكشفت الخاجة أن فيلم «ثلاثة» سيبدأ عرضه نهاية العام، حيث يشارك في رحلة سينمائية في عدد من المهرجانات العالمية التي لم تحدد بعد، ومن ثم سيتم عرضه في صالات السينما المحلية. ويأتي «ثلاثة» كأول فيلم روائي طويل للخاجة، بعد رحلة طويلة في تنفيذ الأفلام القصيرة التي حققت من خلالها شهرة واسعة وانتشاراً كبيراً، لاسيما أنها شاركت في العديد من المهرجانات، وعرض بعضها على المنصات الرقمية العالمية مثل «نيتفليكس»، ومنها: The Shadow وAnimal.
رعب نفسي
«ثلاثة» من نوعية أفلام الرعب النفسي، وتم تصويره بين الإمارات وتايلاند، من تأليف بن وليامز، وبطولة الممثل البريطاني العالمي جيفرسون هول، الشهير بأدواره الرائعة في أفلام «بيت التنين»، «هالاوين» و«أوبنهايمر»، ومرعي الحليان وفاتن أحمد ونورة العابد ومهند بن هذيل، والممثل الصاعد سعود الزرعوني.
ظواهر خارقة
تدور أحداث الفيلم في ضواحي مدينة عربية في الزمن المعاصر، حول «مريم» والدة الطفل الصغير «أحمد» التي ترى أن تصرفاته غربية بشكل كبير، ما يدفعها للاعتقاد بأن قوى شريرة تتملكه. ومع تصاعد الأحداث، وتعرضهما لظواهر خارقة للطبيعة، تتسابق «مريم» مع الزمن للحصول على مساعدة من دكتور بريطاني وأطباء آخرين في محاولة لإنقاذ ابنها.
فكرة عميقة
وأعربت الخاجة عن سعادتها البالغة بخوضها تجربة إخراج الأفلام الروائية الطويلة بفيلم «ثلاثة» الذي اعتبرته من الأعمال السينمائية المختلفة، سواء في المضمون أو الفكرة، لاسيما أن فكرته أعمق بكثير من كونه عملاً يستعرض تضحيات أم من أجل إنقاذ ابنها من روح شريرة. ففكرة مشاركة كل من جيفرسون هول وسعود الزرعوني ضمن الأحداث الرئيسة في الفيلم، تظهر الاختلاف الواضح بين الثقافتين، وفي الوقت نفسه الحاجة المشتركة بينهما، وتتمثل في التسامح والتواصل.
وأوضحت أنه تم تصوير الفيلم على مدى 24 يوماً بمشاركة طاقم عمل احترافي، بدءاً من المنتج الإماراتي سلطان سعيد الدرمكي والمنتجين دانيال زيريلي وجون شارلز ليفي، إلى جانب عدد من المنتجين التنفيذيين: منى عيسى القرق وجيفرسون هول وسيدارث ثاكر وراسيك ثاكر.
250 فناناً
وأشارت الخاجة إلى أن الفيلم ضم أكثر من 250 فناناً موهوباً من مختلف الجوانب الفنية، اجتمعوا معاً في «ثلاثة» بروح الإبداع الجماعية لتحقيق هذه الرؤية، والوصول بالأفلام المحلية إلى العالمية، وإظهار قدرات وإمكانات عدد من الممثلين الشباب الموهوبين، وكذلك الممثلين الصاعدين مثل الطفل سعود الزرعوني بطل الفيلم الرئيس.
«باب»
صرحت نايلة الخاجة، أنها تعمل في الوقت الحالي على مشروعها السينمائي الجديد، وهو فيلم «باب»؛ تأليف مسعود أمر الله العلي، وإشراف المنتج سلطان سعيد الدرمكي، ويقوم بتأليف الموسيقى التصويرية للفيلم الموسيقار العالمي إيه. آر. رحمان، لافتة إلى أنها من المقرر أن تبدأ تصويره في مارس 2024 في إمارة رأس الخيمة.
مهارة إخراجية
من جهته، قال المنتج سلطان الدرمكي: «تتمتع الخاجة بمهارة إخراجية وفنية عالية لتمنح رواية القصص بشكل مميز بعيداً عن المعتاد، وهذا يتماشى أيضاً مع رؤيتنا وتطلعاتنا لتقديم عمل مميز ومنفذ بأعلى المستويات الفنية العالمية».
وقالت الممثلة نورة العابد: «يمثل (ثلاثة) تحدياً كبيراً من حيث القصة والدور، ولكني عشقت هذا التحدي، حتى يظهرني أمام الشاشة الذهبية بشكل جديد ومختلف، بعيداً عن الشخصيات التي جسدتها في أفلامي السابقة»، منوهة بأنها تلعب في العمل دور خالة «أحمد» التي اكتشفت أنه يتعرض لظواهر خارقة للطبيعة، وتحاول مساعدته وإنقاذه بشتى الطرق.
رسالة مهمة
أكد الممثل مرعي الحليان، أن عناصر نجاح فيلم «ثلاثة» مكتملة، مع وجود المخرجة المبدعة نايلة الخاجة، ومشاركة الممثل العالمي جيفرسون هول، نخبة من الممثلين الشباب الموهوبين، إلى جانب الإنتاج الضخم، لافتاً إلى أن أكثر ما شده إلى «ثلاثة» أنه من نوعية أفلام الرعب، كما يقدم رسالة مهمة وهادفة وهي أنه عندما تلتقي الثقافات فهي لا تتصادم وإنما تتلاقى من أجل الوصول إلى نتيجة وحلول إيجابية.
وعي وجهد
ووجَّه الممثل الصاعد سعود الزرعوني شكره إلى المخرجة نايلة الخاجة على هذه الفرصة الذهبية التي جعلته يخوض تجربة التمثيل في السينما للمرة الأولى، بعد مشاركته في عدد من الأعمال المسرحية، لافتاً إلى أنه على رغم من صعوبة الدور الذي يتطلب وعياً وجهداً كبيرين، إلا أنه بمساعدة الخاجة ودعم طاقم العمل ككل، استطعت إتقانه بالشكل المطلوب.
وقالت منى عيسى القرق، المنتج التنفيذي للفيلم: «بصفتي منتجة للمرة الأولى في عالم السينما الإماراتية، فكانت مهمتي العمل على كسر الحواجز وتحدي الصورة النمطية، فلدي إيمان قوي بمدى أهمية الرواية القصصية في التغيير والإلهام لصناعة أفلام أكثر شمولاً، فلقد ظهرت موهبة الخاجة، ومن خلال العمل معاً سعينا جاهدتين لمشاركة الرواية القصصية الإماراتية غير المروية مع العالم».