واصلت فرق بحث تقودها الولايات المتحدة بمساعدة من كندا وفرنسا الثلاثاء سباقها مع الزمن للعثور على غواصة سياحية صغيرة على متنها خمسة أشخاص اختفت قرب حطام سفينة "تايتانيك" الراقد على عمق أربعة آلاف متر تحت سطح الماء في شمال المحيط الأطلسي.

وخلال مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء في بوسطن حذّر متحدّث باسم خفر السواحل الأميركية من أنّ كميّة الأوكسيجين المتبقّية على متن الغواصة تكفي ركّابها الخمسة لأقلّ من يومين.

وقال الكابتن جيمي فريدريك إنّ التقديرات تشير إلى "تبقّي حوالي 40 ساعة من هواء التنفّس" في هذه الغواصة الصغيرة.
وأضاف أنّ عمليات البحث لم تؤدّ حتّى الآن إلى أيّ نتيجة.

وتجري عمليات البحث فوق سطح الماء وتحته على بُعد حوالي 1450 كلم شرق كيب كود، وفي الأعماق.

اصطدمت "تايتانيك" بجل جليد وغرقت عام 1912 خلال رحلتها الأولى من إنكلترا إلى نيويورك وعلى متنها 2224 شخصا من ركاب وأفراد الطاقم. ولقي أكثر من 1500 شخص حتفهم في الحادثة.

وعُثر العام 1985 على حطام السفينة المنقسم إلى شطرين رئيسيين على بعد 650 كيلومترا عن نيوفاوندلاند في كندا وعلى عمق 4000 متر تحت سطح البحر. وما زال يجذب خبراء الملاحة البحرية والسياح المهتمين بالغوص.

وأشار اليستر غريغ استاذ الهندسة البحرية في كلية لندن الجامعية إلى نظريّتين محتملتين بناء على صور الغواصة التي نشرها الإعلام، علما بأنه لم يسبق أن شملت دراساته الغواصة المفقودة بالتحديد.

وقال إنه إذا كانت المشكلة مرتبطة بالكهرباء والاتصالات، فإن الغواصة يمكن أن تعود إلى سطح البحر وتواصل العوم "بانتظار العثور عليها".

وتابع في بيان أن "السيناريو الآخر هو أن عطلا طرأ على وحدة الضغط ووقع تسرّب.. في هذه الحالة، فإن التوقعات لن تكون جيّدة".

ومع أن الغواصة قد تكون سليمة حتى الآن، إلا أن عدد الغواصات القادرة على الإبحار في العمق الذي يمكن أن تكون "تيتان" وصلت إليه "محدود للغاية".

بدوره، لفت الاستاذ المساعد في جامعة أديلييد إريك فيوسل في بيان إلى أن "الوقت ينفد. فخوض الأعماق يعادل في صعوبته، إن لم يكن أصعب، ارتياد الفضاء من المنظور الهندسي".